الحافي.. وشعراء الجن

كتب الزميل الشاعر الباحث السعودي سعد بن عبدالله الحافي بحثاً عن قصائد الجن، وبعض المحاورات الموثقة عنهم مع بعض شعراء الإنس في العددين الماضيين بصفحة قطوف من التراث – جريدة الشرق – حيث هو من كتاب هذا المنبر من أكثر من ست سنوات تقريباً، له الشكر.. وقد استغرب البعض مما طرحه الحافي على أن ذلك من الخرافات وأن بعض الشعراء يدعي ليلفت انتباه الناس ولتكون له ميزة بين الشعراء.. ولا شك أن مع البعض الحق في الاستغراب، إلا أنه قد يحدث بسبب وجود الجن الشيء الذي لا أظن أن فينا من ينكر ذلك لكونهم خلقاً من خلق الرحمن، بالإضافة إلى الكثير من القصص التي رواها رجال ثقة قد جالست العديد منهم بل وهناك (روض) في أماكن سميت نسبة لبعض هذه القصص ومنها روضة (المجهولة) في الوسط الغربي من شبه جزيرة قطر وكذلك النصرانية في تلك الجهة وقد أطلق عليها المجهولة كما روى لي الكثيرون من أهل قطر لكثرة الجن فيها. وقد سميت النصرانية لأن بها امرأة من الجن عادة ما تشاهد ليلاً، يدعون أنها ليست مسلمة بل من نصارى الجن.. وهذا ما قصه عليَّ بعض أقاربي، وهناك قصة مشهورة لدى أهل قطر قد يشكك فيها أبناء هذا الجيل، وقد حصلت لشخص من قبيلة المريخات، إحدى قبائل قطر المعروفين بالشيم الفاضلة والصدق والأخلاق العالية تقول القصة: إن أحد رجال المريخات ذهب للبحث عن إبل له لم تعد إلى أماكنها، وقد جاءه الليل، وإذا بامرأتين من الجن تستنجدان به لإنقاذ ابن واحدة منهما لفكه من فم الذئب الذي هو يراه، فرماه بالعصا التي بيده وترك الذئب الصبي.. فعرضتا عليه المساعدة بما يريد.. فطلب العثور على إبله فقالتا: وبعد قال: أن يرد بئر (الخرارة) ويقيم بها وأن يكون بمأمن من الجن.. و(الخرارة) بئر بجنوب قطر عرفت بكثرة الجن في الأزمان الماضية فقالتا: لك ما طلبت.. إبلك سنبحث عنها وسترد إليك.. وارحل انت وقبيلتك إلى الخرارة وأنتم في أمان.. هذا شيء مما رواه البعض وهناك الكثير من الروايات حول الجن، إلا أن ذلك في القرون الماضية ما قبل التطور وانتشار الحديد كما يشير إلى ذلك بعض المجتهدين.. ولا شك أن للأساطير دوراً في تضخيم بعض الروايات.. كفانا الله وإياكم شر أشرار الجن والإنس.. والله هو الأعلم بذلك. وعن قطر أقول كما قلت: دارنا دار المروّة والفخر واحة التاريخ للسائل دليل زينها لي علّها وبل المطر واخضرت ريضانها عقب المسيل واختلط نبت الوسامي بالزهر مع نسيمٍ هادئ عذبٍ عليل ناشد عن ديرتي دولة قطر اهلها وافين جيل بعد جيل طوّرت واستأمنت بر وبحر بالشرف والعز والسيف الصقيل درّةٍ فاقت على كل الدرر ما لها بالكون في عيني مثيل