17 سبتمبر 2025
تسجيللقد كان اللقاء المثمر في الأسبوع الماضي يوم الثلاثاء الموافق 14/10/2014م، بين سعادة السيد صلاح بن غانم وزيرالشباب والرياضة والعميد محمد سعد الخرجي مدير الإدارة العامة للمرور، وذلك من أجل وضع الآليات الكافية للتواصل مع الشباب فيما يتعلق بالتوعية المرورية من خلال وزارة الشباب والرياضة، للحفاظ على أرواح الشباب من السرعة الزائدة، والتي تسببت في خسائر من الأرواح الشبابية في ريعان الشباب والحيوية. وربما تعتبر هذه الخطوة من الخطوات الإيجابية، والتي تضيف لإدارة المرور وغيرها من كافة الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني بأكملها، وخاصة أن الشباب هو الشريحة الأساسية وينال الجزء الأكبر من اهتمام الدولة ورؤيتها المستقبلية للسنوات القادمة، ولا تستطيع أن تنمو وترتقي بمواردها الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها، إلا من خلال الركيزة الأساسية لأي مجتمع يأمل الرقي إلا من خلالهم، وخاصة في ظل التحولات الاقتصادية التي تمر بها قطر، وبحاجة ماسة إلى كل فئة من الفئات الشبابية. ولذا خصصت الدولة ميزانيات ضخمة وتسخيرها لكافة الشباب، سواء كان في مراحل التعليم والتطوير والتدريب والمراكز والأندية الشبابية وغيرها من مراكز البحث العلمي، والتي من أهم أهدافها ورؤيتها واستراتيجتها العنصر الشبابي والنهوض بهم في مسيرة التنمية التي تسير بها قطر في الوقت الحالي وتتطلب كافة جهودهم وجهود الجهات المختصة، إلى جانب الانفتاح الاقتصادي والثقافي وارتفاع مستوى الدخل الاقتصادي للفرد، وربما تصاعدت معها الآثار الناجمة والمصاحبة لهذا الانفتاح، منها أن الأسرة والمدرسة لم تعودا هما الملقنان الوحيدان للشباب في هذه المرحلة وكيفية التعامل معهم في تلقي وسائل التربية والتعليم وإرشادات السلامة المرورية على وجه الخصوص أثناء قيادة السيارة. وربما بذلت الجهات المختصة مزيدا من القوانين الصارمة للحد من الحوادث الشبابية، وربما مازلنا نعاني من خلال سماع الأخبار المؤلمة كل ليلة وأخرى بعزاء شباب تلو الآخر في مقتبل العشرينات من العمر، ولم تبق عائلة إلا وفقدت عزيرا لديها وتبقى الحسرة الأولى للأسرة ويليها الوطن في حجم عدد الوفيات الشبابية ونسبة أكبر ممن تسببت لهم الحادثة في إعاقة مدى الحياة، فلذا كلنا أمل وبالأخص في الأيام المقبلة أن تأخذ هذه الخطوة بصورة جدية، وخاصة أن موسم التخييم قد أقدم وتهافت الكثير من الشباب على السواحل الشمالية والجنوبية وقضاء وقت أطول فيها من بيوتهم. ويزداد الفزع الأكبر عند الكثير من العوائل على فلذات أكبادهم تخوفا من تدهور أبنائهم في السرعة الجنونية في أماكن حرجة بهذه المواقع وإثبات الرجولة لديهم لا يتم إلا من خلال السرعة والاستعراض، حتى وصلوا إلى النهاية المأساوية وهي الموت، ولذا فنحن بحاجة ماسة إلى تعاون المجلس الأعلى للتعليم وجامعات قطر من خلال أقسام الأنشطة الطلابية والثقافية بمراحلها المختلفة ومعرفة في المقام الأول اللغة المناسبة التي يتم التعامل معهم بما تتناسب مع مراحل جيلهم الثقافية والتكنولوجية واختيار قيادات يشهد لهم بالأعمال الشبابية ولديهم كاريزما في القيادة، لديها قدرة هائلة على استقطابهم في برامج ومعسكرات هادفة من صنع أيديهم حتى يبدعوا من خلالها. وإضافة إلى ذلك تضع إدارة المرور خطتها التوعوية ويتم تصنيفها من خلال هذه القيادات بمشاركة الطلاب أنفسهم بالمراحل الدراسية المختلفة وكيفية تطبيقها من خلالهم وبإشراف الوزارة وإدارة المرور، فيما لو تم إعداد العديد من المعسكرات الشبابية بالتنسيق ما بين الوزارة ومراكز الشباب والجهات التربوية تكون مستمرة خلال فترة موسم الشتاء، وإن تولت الوزارة وضع خطط تتناسب مع أهداف كل مركز خلال المرحلة وتكون هي حلقة الوصل بين جميع الجهات، وربما يميل الكثير من الشباب إلى أجواء المعسكرات، وخاصة أنهم يقومون بأعمال هادفة من خلال الإرشاد والتوجيه من القيادات وأصحاب الاختصاص. وربما أثبتت الكشافة القطرية قدرتها في خلق قيادات شابة تعرف معنى المسؤولية الفكرية والاجتماعية، وربما تستطيع إدارة المرور من خلال هذه المعسكرات والبرامج الميدانية الهادفة إلى استقطاب عدد لا حصر له من الشباب وتدريبهم وتطويرهم في مسيرة الخطط التوعوية المرورية، لأنهم يملكون اللغة التي يتحدث بها أبناء جيلهم، ومنها نستطيع اكتشاف المواهب الإبداعية بالشباب ونستطيع توجيههم إلى المراكز الشبابية المختصة بما يملكونه من مواهب وإبداعات ثقافية وعلم، فإن الكثير من الشباب يملك العديد من المواهب ولا يعلم كيف يتم تنميتها أو تفريغ طاقاته الثقافية و أي المراكز والأندية الشبابية يذهب إليها. وربما يكون الخلل في إدارة العديد من المراكز الشبابية، بعدم القدرة على توصيل رسالة المركز الشبابي للشباب أنفسهم، وذلك يرجع إلى عدم تخصصه ولا اهتمامه، ولكن كل ما يشغل تفكيره المنصب والكرسي لا أكثر، ونهاية الأمر يتهم الشباب بعدم المسؤولية والوعي الثقافي والفكري، ولكن العكس تماما، فالشباب على قدر كبير من امتلاك الطاقات والوعي، ولكن بحاجة ماسة إلى التوجيه والإرشاد لا أكثر، وفق الله كل من كان صاحب خطوة وقرار لصالح الشباب والوطن.