08 أكتوبر 2025

تسجيل

تلفزيون قطر.. كل عام وأنتم بخير

21 أكتوبر 2013

بالتأكيد المقصود من الاستطلاع الذي نشرته الزميلة (الراية) أمس حول رأي المشاهدين بالدورة البرامجية الجديدة للتلفزيون هو (تلفزيون قطر) العتيد، والنتائج التي اظهرها الاستطلاع مؤسفة جدا وجاءت مخيبة للآمال ومغايرة لما كانت الجماهير تنتظره منه كجهاز يحمل اسم الوطن الغالي.. فانطلاقة تلفزيون قطر العام الماضي واكبت مناسبة غالية وهي احتفالات الدولة بالعيد الوطني المجيد، ففي 16 ديسمبر من ذلك العام اطل تلفزيوننا العتيد بشكل جديد تصدره تغيير الشعار الذي استبدل بكلمة (قطر) واصبح شعارا للشاشة القطرية بالاضافة الى نظم البث الحديثة بتقنيات عالية الجودة بادارة خبرات عربية عالية المهنية احتلوا مواقع قيادية في جهازنا الوطني ليكون التطوير على ايديهم.. وها هي النتائج. بغض النظر عن نتائج الاستطلاع التي جاءت منطقية جدا، فتلفزيون (قطر) العتيد يحتاج الى (نفضة) تعيد الامور الى نصابها فالحل لا يكون بتنصيب واجهات قطرية لا علاقة لها بأبجديات الاعلام وعالمه الواسع والمتشعب، الامر يحتاج الى وقفة صادقة تليق بسمعة الوطن الغالي الذي يحمله شعار هذا الجهاز الوطني، ومن تابع التخبط الذي ظهر عليه خلال ايام عيد الاضحى المبارك اصيب بالغثيان من هول ما شاهده، وليس غريبا ان تأتي نتائج الاستطلاع بأن 46.9 يرون أن هذه الدورة ضعيفة، وعزوا ذلك لافتقادها لأهم مطالبهم وهي تواجد إنتاج درامي قطري وبرامج تتواصل مع الجمهور بشكل يومي ومباشر لنقل مشاكلهم ومطالبهم اليومية، بالاصافة الى غياب أي برامج حوارية سياسية، وامور اخرى بينت صدق مشاعر المشاهدين نحو تلفزيون قطر. تلفزيوننا العتيد الذي يحمل شعار الوطن يحتاج الى اعادة تقييم وفق مختلف المقاييس العلمية، يجب الا  ننظر اليه كمجرد وسيلة ترفيه وإعلام وتنوير، بل تكون نظرتنا اليه كونه واجهة تنطلق منها الطاقات والمواهب الوطنية الشابة في مختلف المجالات الإعلامية والفنية، نحن امام تحد بوضع استراتيجية واضحة ومتكاملة لصناعة الكوادر الإعلامية، لضمان استمرار العطاء في خلق جيل جديد من الفنيين والإداريين والمبدعين في مجالات إعداد وإخراج وتقديم البرامج المختلفة في تلفزيوننا العتيد. من محاسن تلفزيون قطر تقديم وجوه شابة استحوذت على اهتمام المشاهدين، وظهرت لأول مرة بطابع محلي 100 % عكست بشكل جيد الوجه القطري للقناة، وقد اقتصر دورهم على تقديم النشرات، وكان بالامكان ان تستغل قدراتهم الذاتية لتعزيز برامج ذات صبغة سياسية وعلمية وثقافية واجتماعية وغيرها، الا ان عجز القائمين على الجهاز في انتاج مثل تلك البرامج حولهم الى (ريكوردرات) بلا روح وابداع. هناك خبرات اعلامية وطنية غابوا تحت وطأة التجاهل والإهمال، فهل نعيد اليهم الثقة ونشركهم في ايجاد المخرجات التي تحدد مسار العمل القادم ليكون التطوير اسما على مسمى يحمل شعار الوطن الغالي بجدارة .. وسلامتكم