15 سبتمبر 2025

تسجيل

مريم العقروقه في ذمة الله

21 أكتوبر 2012

حالات الفقد كثيرة التي تمر علينا أو التي نعيشها بشكل يومي، ولكن عندما تفقد إنسانا عزيزا عليك تكون حالة الفقد مؤثرة وكبيرة في مشاعرك فكيف إذا كانت تلك الشخصية المفقودة هي قريبة منك تعاملت معها وعشت ترصد إنتاجها الأدبي والثقافي وعندما تحتاج إلى معلومة في مجال التراث فإنك تلجأ إليها كونها راوية وجامعة وباحثة تراثية إنها السيدة مريم راشد العقروقه التي انتقلت إلى جوار ربها الأسبوع الماضي، حزنت على رحيلها كثيرا أولا لأنها تمثل رابطا اجتماعيا كون إحدى فتياتها مرتبطة بالعائلة وهي تعيش هنا معنا وثانيا أن السيدة مريم تمثل بالنسبة لي مكتبة ثقافية متكاملة فهي تحمل ثقافة رفيعة المستوى من هنا عندما تعرفت عليها أول مرة ضمن الدورة التدريبية التي أقمها مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في العام 1985 ضمن وفد دولة الكويت المشارك في الدورة فكانت ورغم سنها إلا أنها أخت للجميع تمدنا بالمعلومات عن التراث كونها عملت قبلنا في مركز الفنون الشعبية التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت وكانت تجربتهم في مجال جميع التراث طويلة وخبرة أفضل منا فكنا نلجأ إليها لمعرفة حالات الجمع للتراث الشعبي ونحن نخطو الخطوات الأولى في هذا المجال وللحق كنا لا نعرف الشكل الذي يتم به الجمع وإن كانت تجربتي في مجال الإذاعة قد أسهمت في هذا المجال إلا أن الدورة أسهمت في إعطاء الجميع الشكل والطريقة التي يتم بها جمع التراث والجلوس مع الراوي لعمل لقاء معه حول عمله أو حرفته الشعبية، وأغلب الذين يعملون في مجال التراث الشعبي بدول المجلس هم نتاج ومن مخرجات تلك الدورة التي ندين لها بالفضل الكثير وأنها عرفتنا على تلك الشخصيات والتي مازلت على تواصل معها إلى اليوم وإن اختفى البعض من الساحة، إلا أن السيدة مريم " أم مصطفى " ظلت على تواصل مع مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وعندما كانت تزور الدوحة كنت أزودها بمجلة المأثورات الشعبية وبعض الإصدارات الشعبية وهي كذلك تقوم بمدنا بتلك الإصدارات الشعبية التي تصدر في الكويت وقد أصدرت كتابا مميزا هو البيت الكويتي عن مركز البحوث والدراسات الكويتية وهو بحث مهم للغاية، أتمنى أن يعاد نشره ليكون مرجعا لمن يرغب في معرفة كيف كان المنزل قديما في الخليج، رحيلها مُر علينا نحن محبوها ونسأل الله لها الرحمة والمغفرة وأن تكون جنة الفردوس دارها، اللهم آمين وإنا لله وإنا إليه راجعون. مرواس خاص: سأفتقد جهود الزميل الدكتور كمال عمران أحد أركان القسم عندي حيث عاد إلى وطنه مصر وهو من الشخصيات التي عملت معنا طوال الفترة الماضية وإذا كنت سأفتقد ذلك الوجه فإن روحه ستظل معنا دوما ولن ننسى تلك الروح التي ترسم البسمة على الجميع، فقد كان حفل الوداع مؤثرا ولا أحب تلك الحالات لكنها متطلبات العمل فشكرا لك وإلى اللقاء دوما على الخير.