12 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب كفّى وأوفى

21 سبتمبر 2023

حين نقول إن سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سوف يعلتي منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78 فإننا نعلم باننا سوف نكون أمام كلمة وافية وكافية وجامعة وسوف تظل محل اهتمام عالمي يتناول ما يأتي بها كلمة كلمة وبالفعل فبعد الكلمة التي أدلى بها سموه يوم الثلاثاء تحرك الشارع القطري والعربي والعالمي عموما للإشادة بالخطاب الذي تناول قضايانا العربية المعلقة في رقاب قيادات وحكومات عربية لم يرتق بعضها حتى لذكرها في حديثهم ولم تكن مسؤولة بالقدر المناسب لتحمل هذا الإرث من القضايا التي زادت ولم تنقص للأسف وكلما خف وهج قضية ما لمع نجم أخرى وهكذا حتى وجدنا أنفسنا محاطين بكم من القضايا التي لا تلقى حلا ولا نقاشا حول الحل حتى ولذا يحرص سمو الأمير دائما على إعلاء صوت العرب في المنصات الدولية لا سيما منصة منظمة كبرى كالأمم المتحدة يحضر اجتماعات الجمعية العامة السنوية لها كل ممثلي الدول في العالم حتى من الذين يعدون أطرافا معادية في تلك القضايا فذكر سموه قضية العرب الأولى وهي فلسطين وتعنت المحتل الإسرائيلي في الامتثال لقرارات الأمم المتحدة والكف عن بناء المستوطنات التي تعتبر تعديا على حقوق الفلسطينيين في أرضهم وحق أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم بعد أن استولت تل أبيب على القدس كاملة وأعلنتها بمباركة واعتراف رسمي أمريكي بها عاصمة أبدية لإسرائيل مما يدل على نفي حق فلسطين وشعبها من أرضهم ودولتهم التي لم تُعلن بعد للأسف الشديد وقد أصر سموه على أن يكون اسم فلسطين حاضرا في هذه الكلمة كعادته في كل خطاب يقوله وينبه العالم بأن العرب الذين لا يستطيعون أن يمتلكوا حلا متفردا من جانبهم لهذه القضية إلا بتعاون أطراف أخرى إسرائيلية وحلفائها فإنهم لا ينسون قضيتهم المعلقة منذ أكثر من 72 عاما وتقترب من قرن من الزمان ومثلها قضايا ليبيا وسوريا واليمن والسودان ولبنان وكل ما يزال ينتظر الحل في الساحة العربية والإسلامية وهو أمر اعتدنا أن يتفرد سموه في خطابه الأممي المميز الذي يزيدنا فخرا في دولة قطر وفي العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص أيضا. ( أقول لإخواني المسلمين لا يجوز أن يشغلنا معتوه أو مُغرض كلما خطر بباله أن يستفزنا بحرق القرآن الكريم فالقرآن أسمى من أن يمسه معتوه ويقول الله تعالى «خذ العفو وأمر بالعُرف واعرض عن الجاهلين» ) بهذه العبارات والكلمات أدلى سمو الأمير حفظه الله برأيه الشخصي كرجل مسلم وقيادي ورئيس لدولة عربية مسلمة رأت كما رأى العالم مشاهد حرق القرآن الكريم المتكررة على يد ملحد متملق يريد استفزاز المسلمين ورأى سموه أن هذا المعتوه لا يستحق النظر له ومجاراته في استفزازاته المستمرة مستنكرا أن كل هذا يعد من حرية التعبير الواهية التي يبرر بها المعنيون سماحهم بهذا الفعل المشين الذي يتعرض للمقدسات والأديان السماوية فهذا كله ليس من الحرية في شيء بل هو فعل متعمد ويمكن أن يثير حفيظة ملياري مسلم في العالم وكلها دعوة أخوية من سموه لكافة المسلمين الذين لا يجب الالتفات لأفعال شخصية تنم عن حقد فرد أو أفراد يكرهون ديننا الإسلامي ورسولنا وكتابنا الكريم وفي نظري أن هذه تبدو دعوة عاقلة بعد أن كنت أول من انتفض غضبا من موقف الحكومات العربية السلبي من حوادث حرق القرآن الكريم وعبرت عن ذلك في أكثر من مقال لكن بالفعل هي عمل فرد مستفز وقد انتقد سموه السماح لهذا الشخص الذي وصفه بالمعتوه وأراها كلمة في محلها بلا شك أن يقوم بأعماله من باب حرية التعبير العوجاء التي يؤمن بها هؤلاء ولذا فإنني اليوم أقف احتراما لكلمة وخطاب سمو الأمير المفدى الذي سوف يظل عالقا بأذهان العالم الذي يتناسى البقعة العربية وما تعانيه ويحتاج لمن ينعش ذاكرتها بكلمات نزلت كالسيف على لسان سمو أمير دولة قطر حفظه الله ورعاه.