10 سبتمبر 2025

تسجيل

تصحيح المسار مسؤولية الجميع

21 سبتمبر 2022

نحن في الكويت على بُعد أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات مجلس الأمة، بعد عدة مجالس لم تُقدم سوى الشيء اليسير للوطن والمواطن، فقد كانت الخلافات السياسية وتبادل الاتهامات بالفساد سمة غالبة عطلت الكثير من القوانين وكان تزمت بعض من النواب وعدم مرونة الحكومات السابقة سبباً رئيسياً للدوران في حلقة مفرغة لتصبح مصلحة الوطن وهموم وقضايا المواطن آخر الاهتمامات ويصبح التصادم والتناحر السياسي أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل المصالح والتنمية والتطور. بعد أن وصل الوضع السياسي حداً لا يطاق، تدخل حكيم البلد أمير العفو الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، بخطاب تاريخي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وضع النقاط على الحروف وجاء بشكل مختلف يحمل روح المسؤولية الوطنية ينشد تصحيح المسار الديمقراطي من خلال حل مجلس 2020، وعدم التدخل في اختيار رئيس مجلس الأمة القادم، والتصويت حسب بيانات البطاقة المدنية وعدم السماح بانتخابات فرعية أو تشاورية ومحاربة شراء الاصوات والعمل وفق القانون الانتخابي من اجل عدم إبطال المجلس القادم. كل ما فعلته السلطة متمثلة في حكومة الشيخ أحمد النواف، يجعلنا أمام مسؤولية وطنية وفرصة تاريخية يجب ألا نفوتها، فلابد من اختيار مجلس أمة من رجال دولة أقوياء يمدون يد التعاون مع الحكومة ويراقبون بكل أمانة ويشرعون بكل حكمة دون مصلحة خاصة، فقد آن الأوان أن نعيد بلدنا الى مصاف الدول المتقدمة، فنحن مقبلون على ملفات كثيرة محملة بقضايا وطن وأحلام مواطن، فأمام مجلس الأمة القادم ملفات اقتصادية وسياسية وتربوية وصحية وإسكانية متخمة بالخلل الذي لابد من تصحيحه، وهناك قضايا لابد من معالجتها مثل قضية تعديل التركيبة السكانية وإسقاط القروض، وزيادة الرواتب وإيقاف تلاعب بعض من التجار بأسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، فخطوات الحكومة الإصلاحية والتي بدأت عجلتها بالدوران، لابد أن يواكبها وعي من المواطن لاختيار من يمثله ويهتم بقضايا الوطن ويحقق الاستقرار له ويجعل رؤيته الاقتصادية تتجلى بوضوح ويسعى لإقرار قوانين شعبية تخفف عن كاهل المواطن همومه الكثيرة، ويكون عوناً وسنداً لأصحاب القرار كي ينهض البلد وتتحقق رؤيته وتقدمه وازدهاره. هذه رسالة للناخب قبل ان تضع ورقة الاقتراع في الصندوق، فكر قليلاً في وطنك الذي رعاك صغيراً ووفر لك كل سُبل الراحة والحياة الكريمة والذي يستحق منك الكثير من الواجبات ولعل اهمها اختيار من يحافظ على استقراره وأمنه السياسي والغذائي والصحي والتربوي، فكر قليلاً في أبنائك ومستقبلهم كيف سيكون إن لم تختار بشكل صحيح، فكر في قضاياك وهمومك، فكر في أمانتك كيف ستؤديها، ولعل خير من يجعلنا نفكر بجدية ورهبة ونسعى لأداء الأمانة قوله سبحانة وتعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) صدق الله العظيم.