18 سبتمبر 2025
تسجيلاعتبروني هذه الأيام مهووسة بتتبع انتخابات مجلس الشورى بحلته الجديدة التي سيكون عليها في الثاني من أكتوبر القادم بمشيئة الله، لأنني فعلا أشعر بأجواء التنافس من حولي كما يشعر جميع أهل قطر بذلك. فصور المرشحين في كل طريق ورصيف وشاشة وزاوية من شوارع وحواري البلاد من جهاته الأربع، ولا تكاد تمر بشارع أو تقف عند أي إشارة ضوئية إلا وتداهمك صور المرشحين للمجلس، إما من خلال الشاشات المضيئة للمجمعات التجارية المطلة على الشوارع والتقاطعات أو من خلال لوحات ثابتة تقف باعتزاز يتمثل في أصحابها الذين يحاولون اللحاق بسباق الانتخابات والوصول إلى عقول وقلوب الناخبين ببرامجهم الانتخابية التي تمثل واقع المجتمع القطري، وليس ببرامج الفوتوشوب التي تلون الرمادي إلى وردي وكأنه وردي بالفعل!. بالأمس فقط فضلت الاطلاع بعمق على بعض برامج مرشحي بعض الدوائر الانتخابية وليس كلها بالطبع وجذبتني بعض النقاط التي فضل المرشحون أن تتضمنها برامجهم الترويجية لها وكأنهم بهذا يتقربون فعليا من المشاكل التي تؤرق كل مواطن ومواطنة قطرية وتلمس واقعهم الذي يبحث عن حلول سريعة وجذرية لا وعود بالحل، وهناك فرق كبير بين التغيير والوعود بأن يكون هناك تغيير في المستقبل الذي يتراوح بين أن يكون بعد دقيقة أو بعد شهر أو بعد سنة أو عشرة أعوام. فكل هذا هو مستقبل يعد بالتغيير وأعجبني أن معظم هذه البرامج التي استوفيت قراءتها كاملة تركز في مضمار الصحة وتوفير أعلى معايير الرعاية الصحية للجميع ومنها نظام التأمين الصحي لجميع المواطنين والذي تم تعطيله منذ أكثر من سنتين ويعد من أكبر الحاجيات الضرورية التي تنادي بها منابر القطريين المسموعة والمرئية والمكتوبة وسن قوانين ثابتة لإعادته لجدولة الميزانية العامة للدولة وفق شروط لا تهضم حق المواطن ولا تستنزف أموال الدولة في نفس الوقت. وفي السياق نفسه وموازاة مع الاهتمام بالرعاية الصحية ركز بعض المرشحين أيضا على الموروث البيئي في الدولة ومنها سن قانون ثابت للتخييم وإقامة العزب والعنن، لا سيما فيما يخص فئة الشباب الذين عادة ما يصطدمون بقوانين متغيرة فيما يخص التأمين المالي للتخييم أو إقامة مخالفات عليهم أو مخالفتهم لاشتراطات البيئة في التخييم، وهذا يشكل صداما موسميا بين هذه الفئة التي ترى أنها تتعرض لما يسمى بالإجحاف في إعطائها الحرية في الاستمتاع بالتخييم من خلال قيمة التأمين المبالغة بها، ناهيكم عن كمية المخالفات والغرامات المحتسبة على بعض العنن التي يرى أصحابها أنها لا ترقى لأن تكون مخالفات تستوجب الغرامات بالصورة التي تفرضها عليهم الجهة المسؤولة في البيئة، وهذا جانب إذا ما تمعنا فيه جيدا فهو مهم جدا ويمثل هاجسا لدى الشباب في بداية كل موسم شتوي يحاول فيه الجميع قضاء أمسياته في الهواء الطلق دون منغصات تذكر. كذلك من أهم ما جذبني في هذه البرامج هو الاهتمام بإعادة دراسة النظام التعليمي، وهو أمر يجب أن تلتفت له جهة بحجم مجلس الشورى، لأن محاولات التغريب لا تزال قائمة على مجتمعنا المعروف بمحافظته على قيم الدين والعادات والتقاليد المحمودة والجميع يعلم بأن انفتاحنا الثقافي شجع على افتتاح مدارس وجامعات أجنبية قد تتخلل مناهجها الدراسية ما يشوب النسق القطري المحافظ، مما يشكل خطرا على نشأة جيل واعٍ ومثقف دينيا ومجتمعيا ومتسلح أخلاقيا، وهو أمر مهم جدا خصوصا ونحن نعيش ثورات متعاقبة في التكنولوجيا ومحاولات التغرير بالفكر والمبادئ ونواح كثيرة عميقة إن لم نلتفت لها بصورة جذرية، كونها تمس أجيالا صغيرة ناشئة فلا مجال لاتخاذ خطوات بأثر رجعي والبكاء على لبن مسكوب كان يمكن تحاشي سقوطه!. [email protected] @ebtesam777