27 أكتوبر 2025

تسجيل

استغلال المؤن المدعومة للمواطنين

21 سبتمبر 2016

الشهور التي قضيناها في الاجازات المتنوعة ابعدتنا قليلا عن ملامسة قضايانا ذات الصلة بالشأن المحلي، وها نحن نعود من جديد لسبر الاوضاع الداخلية لنلقي الضوء على بعض السلبيات المتعلقة بامور حياتنا ونتطرق اليوم للدعم الذي تقدمه الدولة للمواطن من المواشي والتموين بهدف تسهيل تكاليف الحياة عليهم، من تلك الامور ما اعلنت عنه شركة ودام الغذائية عن تكليفها من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة بإدارة مبادرة دعم أسعار الاضاحي لسنة 2016م وهي مبادرة تطرحها الوزارة سنوياً لتغطية احتياجات المواطنين خلال موسمي عيدي الفطر والاضحى.شركة "ودام الغذائية"، هي الشركة الرائدة في قطاع اللحوم في قطر، ونظير جهودها في تطوير خدماتها حققت زيادة في صافي ارباحها هذا العام بنسبة 34 % عن العام الماضي 2015م رغم وجود تحديات اقتصادية يشهدها العالم هذه الفترة، ومع ذلك حققت الشركة زيادة في حصتها السوقية.بالطبع كان لقرار دعم الاضاحي اثر طيب على المواطنين ويستشف ذلك من الاقبال الكبير على حظائر المواشي خلال فترة العيد وشراء ما لذ لهم حسب المسموح وفق القانون وهي خطوة اعتبرها الكثيرون بانها جاءت في الوقت المناسب نظرا لإقبال المواطنين على إحياء سنة الأضحية التي اختلطت بالعادات التي تفرض على الجميع ذبح الأضحية مهما كانت ظروفهم.وتأتي مبادرة دعم الأضاحي في قطر ضمن عدة مبادرات تقدمها الوزارة لخلق توازن في السوق بما يساهم في الحد من ارتفاع الأسعار وتوفير الأصناف المدعومة للمواطنين، وفي هذا الصدد وضعت الشركة شروطا محكمة للانتفاع بهذه المبادرة، الا ان هناك من استغل هذه الخدمة من خلال اعطاء غير القطري بطاقته الشخصية ليستفيد منها على حساب المؤن المدعومة للمواطنين وهذا ما نرفضه بشدة ليس على هذا الدعم فحسب بل على كل الاصناف المدعومة من الدولة.وفي نظرة عامة بعد موسم العيد تبين ان فارق الاسعار بين دعم الحكومة والسوق لا يتجاوز 100 ريال وهو ما يستدعي إعادة النظر في أسعار الأضاحي المدعومة لصالح المواطنين من الخراف عربية المنشأ، بل ان كثيرا من المواطنين ابدوا انزعاجهم في لقاءات صحفية متفرقة بأن الخراف لهذا العام لا تساوي القيمة النقدية المسعرة لها.واذا كان الوضع مقتصرا على هذا الخصم فلماذا لا يتواصل هذا الدعم للحوم عربية المنشأ طيلة أيام السنة، خاصة أن كثيرا من التجار يعيدون رفع أسعار الأغنام المتوافرة في السوق بعد انتهاء مبادرة الدعم، ما يشكل عبئاً إضافياً على المواطنين من ذوي الدخل المحدود، لاسيما وأن الخراف عربية المنشأ تعتبر الأكثر رواجاً في السوق القطرية.بدهاء ومكر تجار الاغنام فقد خفضوا اسعارهم لتقارب تسعيرة مبادرة الدعم، بل ان البعض منهم بسبب التنافس في السوق خلال هذه الفترة لجأ إلى كسر هذا السعر لاستقطاب الزبائن أكثر، ووجهوا انظارهم لبعض ضعفاء النفوس من المواطنين باستغلال بطاقاتهم الشخصية مقابل حفنة ريالات لشراء المواشي المدعومة والاحتفاظ بها في حظائرهم لما بعد الموسم ثم بيعها للعامة باسعار مضاعفة.مبادرة دعم المواشي ومواد التموين المخصصة للمواطنين تحتاج الى وقفة صارمة كي لا يتم استغلالها من قبل الاخرين، خاصة مع وجود مواطنين يساعدون في ذلك من خلال اعطاء بطاقاتهم لمن يستغلها.مطلوب وضع آلية صرف تلك المؤن تحت المراقبة وسحب الترخيص لكل من تسول له نفسه بالاتجار بقوت الشعب. وسلامتكم