15 سبتمبر 2025
تسجيلهناك مسؤولون أثخنوا وهناك مسؤولون مروا مرور الكرام، ما الذي يجعل مسؤولا يُثخن في الأرض، بينما غيره يمر مرور الكرام؟ هذا السؤال لا يبدو يشغل بال أحدٍ من الناس، لكنه في الحقيقة يكشف لنا عن تضاريس المجتمع الذي نعيشه، أو القاع السيسيولوجية له كمجتمع بشري، أسماء دائماً في بؤرة وعي المواطن، وأسماء لم يعد يتذكرها أصلاً مع أن البعض بعيد زمنياً إلا أنه في الذاكرة والآخر قريب وقتاً وزمناً إلا أنه في بؤرة النسيان. هل العامل الفردي أو الشخصي هو المحدد؟ أم المجتمع هو من يفرض خياراته؟ المستوى العلمي، الذكاء، العلاقة الاجتماعية؟ ذكر أحدهم أنه لا يزال يتذكر أسماء أول تشكيل وزاري، ولا يكاد يذكر سوى اسم أو اسمين مما تلا ذلك من أسماء في التشكيلات الوزارية اللاحقة، هل هي قضية أداء للفرد أم قبول مسبق لدى المجتمع؟ أسئلة كثيرة وتساؤلات مشروعة. قال لي آخر، لعل ذلك بفعل المؤسسات بمعنى أننا أصبحنا دولة مؤسسات؟ هل نحن فعلاً نصبنا المؤسسة بدل الفرد؟ لا تزال قصة الإدارة على جميع المستويات أرضا بكرا لم تحرث بعد للتوضيح والإجابة عن جميع هذه التساؤلات. كان السلم الوظيفي أكثر صلابة منه اليوم والتدرج والخبرة كان ديدن الترقيات، لذلك كان الشاب أكثر طموحاً منه ركضاً ريعياً كما نشاهد اليوم. كان طموح الشاب أن يصبح رئيسًا لقسم وفي الأقصى مدير إدارة، اليوم أصبح التسابق على المناصب العليا حتى بلا مقدمات متاحاً للجميع بل وبحسب قدرات الشخص الاجتماعية. كان منصب السفير حديث المدينة، والوكيل حديث النخبة، أما الوزير فهو منصب الجاه الاجتماعي بامتياز. من هنا نستطيع أن نحكم على من أثخن منهم في منصبه ومن مر على المنصب مرور الكرام طبقاً للخصوصية التي كان المجتمع يعطيها لكل منصب كما ذكرت، أتمنى أن تُعاد صياغة مفهوم الإدارة العامة من جديد بحيث تصبح رافداً للدولة بعناصر فاعلة، من الأوفياء.