13 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف يجتمع الضدّان يا عرب؟!

21 أغسطس 2022

كنت محتارة في اختيار مقال اليوم لكني سألت نفسي مرة واحدة فقط إذا كان الموضوع الذي سوف تقرؤون فحواه في الأسطر القادمة يستحق التأجيل ليوم آخر أم إنه أدعى لأن يُطرح الآن رغم اقتناعي بأنني تأخرت مثلي مثل غيري كثيرا في الكتابة عنه وتحديدا منذ أن أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عن بدء (المجاعة) في بلاده ليمر هذا التصريح مرور الكرام على أمة (لا أرى لا أسمع لا أتكلم) حتى انتشرت مقاطع الفيديو المؤلمة على مواقع التواصل الاجتماعي وبتنا نشعر أن ما قاله رئيس هذا البلد الخارج تماما من حسابات الحكومات والجامعة العربية بات واقعا وأن ما بدأت به المجاعة أكملته في أجساد الصغار والنساء فتناقلت المقاطع مشاهد لصغار بعضهم في سن الدراسة وهم يتضورون جوعا ولم يأكلوا من أيام فتخيلوا معي وضعنا نحن الكبار الراشدين إن لم نأكل من البارحة فقط فماذا سوف يكون شعورنا وكيف لن نتحمل قرصات الجوع المؤلمة فكيف بهؤلاء الصغار الذين لم يعوا تصريح رئيسهم ولم يبحثوا في المراجع أو في زوايا عقولهم الصغيرة ماذا تعني المجاعة ولم لا يوجد أكل يسد جوعهم ولم يروا صغارا مثلهم باتوا لا روح لهم ولا طاقة ليبكوا مثلهم ويتضوروا جوعا؟! فأين موائد العرب المتخمة والمثخنة بما لذ وطاب من الطعام الذي يفيض فتتلقمها أفواه القمامات المفتوحة؟! أين خزائن المسلمين من ملء البطون الجائعة في الصومال البلد العربي الذي لم يثقل كاهل العرب بمطالباته وأرهق نفسه بالدخول في مهاتراتهم وخلافاتهم وحاول قدر المستطاع أن ينأى بنفسه عن كل هذا لإيمانه بأن مشاكله الداخلية وحروبه الأهلية تكفيه وأن لا فائدة ترجى من بني جلدته من العرب الذين انشغلوا بصراعاتهم فيما بينهم ومصالحهم مع الغرب ونسوا أن بلدا يقع في شرق قارة إفريقيا الذي تضم باقي الدول العربية الممتدة من قارة آسيا هو اليوم في أزمة إنسانية ليست الأولى التي يتعرض لها لكنها تبدو الأسوأ في زمن بات العرب يعانون من أمراض السمنة ويبحثون عن حلول ناجحة لها؟! فكثير منا يتفاخر بطول موائده والتفنن بما يسيل اللعاب له على مناضدها ويصورها متباهيا وتتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الذي تتناقل فيه نفس هذه المواقع صور مجاعة الصومال فهل يجتمع الضدان يا عرب؟!. اسمحوا لي اليوم أن أعتب على جمعيات العرب والمسلمين الخيرية التي يقوم دورها الأول على إشباع بطون المسلمين من أن تتغافل عن هذا الوضع المتكرر في الصومال البلد العربي المسلم الشقيق وعلى الحكومات التي تنحرف بأنظارها في نصرته رغم وقوعه في حروب أهلية داخلية أنهكت قواه وجعلته للأسف خارج حسابات العرب وبعيدا عن الدور الذي يجب أن يلعبه فإن كانت هذه المجاعة سوف تنهش من لحوم الأخوة الصوماليين فأي خير يُرجى منا ونحن الذين نعطف على قطط وكلاب الشوارع المشردة ونهمل من يشاركوننا الإنسانية والهوية والدين؟! أليس هؤلاء بأولى من النصرة والعطاء أم إننا اعتدنا أن نُشبع أفواه القمامات ولا نُشبع بطون المحتاجين بالطعام أو حتى بفائض الطعام للأسف؟! فلنتعظ من يوم يبتلينا فيه الله بما ابتلى به غيرنا فلا نحمده على نعمه ولا نديمها بعدم التبذير فيها ونفقد شعورنا بغيرنا حتى إذا ما شبعنا فقدنا الإحساس بالجائع منا ثم أين نحن من قول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ثلاثا: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا: من يا رسول الله؟! قال: من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم)؟! ونحن والله نعلم للأسف الشديد!. [email protected] @ebtesam777