10 سبتمبر 2025
تسجيلتماما مثل ما حدث في زمن الحقبة الاستعمارية الغربية للعالم الشرقي، إفريقيا وجنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا العربي، يحدث اليوم على أرض فلسطين، إنهم يسرقون الحرية من الجميع. تعود سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى اختطاف الشيخ رائد صلاح الزعيم الإسلامي في الخط الأخضر العربي داخل إسرائيل، وكانت قبل ذلك قد سجنته لأشهر في تهم التحريض، والتحريض مصطلح لا يمكن التوافق على تعريفه قانونيا في ظل النزاعات السياسية والعسكرية، لأن إسرائيل الرسمية لا تعترف بغير اليهود والطقوس اليهودية الصهيونية، ولم تتعلم من حقبة الاضطهاد المسيحي الأوروبي لليهود في القرن الماضي، بل إنها تحاول إنتاج نسخة وحشية بقوة القانون ضد العرب. زعماء إسرائيل كانوا منذ قيام الكيان وقبل ذلك وبعده يحترفون سياسة شراء الوقت، ويعلمون أن الوقت سيمضي، ويراهنون على التغيير الفكري للخصوم مع مرور الزمن، وهذا ما يعتمد عليه بنيامين نتنياهو وفصيله من الرايخ الإسرائيلي، إذ يلعبون لعبة اضرب وفاوض، ولكن لفرط غرورهم لا يرون أن السياسة العنصرية والعدائية ضد العرب داخل إسرائيل وفي بقية الأراضي الفلسطينية هي أقوى دافع للفلسطينيين لكي يتشبثوا بمبادئهم وبأرضهم وبمواقفهم المناهضة ضد سياسة الكراهية وحديث الرصاص والمدفعية والصواريخ التي تعتمدها ضد الشعب الأعزل. في عام 1997 عندما أُجبر نتنياهو على إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ونقله بمروحية عسكرية أردنية إلى المدينة الطبية بعمان، كان الملك الحسين وطاقم الحكم بانتظاره في مهبط الطائرات، وتم إجراء كل الفحوصات والمعالجة الطبية له، وفي مقابلة متلفزة معه قال ياسين: "إن مشكلتنا ليست مع اليهود، وليس بينا وبينهم أي خلاف، نحن مشكلتنا مع الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يقبل الآخر"، وهذه المقابلة مسجلة عندي، ولهذا بقيت حكومات إسرائيل تعتمد سياسة الاغتيالات ضد القيادات ولم يتكلم أحد من زعماء العالم منددا، ومع هذا لم يتغير شيء في النهج الهمجي والدموي لحكومات إسرائيل. عندما اندلعت الانتفاضة الثانية في الضفة الغربية، ذهبت تل أبيب لتقاتل حماس وتدك بيوت غزة بالقذائف الصاروخية، ثم عادت بقيادة شارون لتلف رأس الحربة إلى السلطة الفلسطينية ونفذت الاجتياح الكبير وحاصرت ياسر عرفات في مقر الرئاسة، وأوقفت كل أشكال التنسيق والتعاون مع السلطة، وأبقت الحرم القدسي تحت حراب الجنود، وهذا ما دفع التيار الإسلامي داخل الخط الأخضر ليقوم بواجبه في تعبئة الفراغ، ولكن تلك المرة من داخل جوف الوحش الإسرائيلي، فقاد الشيخ رائد صلاح حركة المناهضة ضد الحكومات الإسرائيلية والسياسيات العنصرية وضد الإجراءات الأمنية المتبعة في الحرم القدسي، والتي أعطت زخما عاليا من القوة المعنوية للشباب الفلسطيني داخل إسرائيل، واستنهضت همم المقدسيين للقيام بواجبهم. إن إسرائيل مهما أصطلح على تسميتها سياسيا وقانونيا، ستبقى محكومة وموصومة بأنها دولة لصوص، فمن سرقتهم للأرض العربية والجرائم الأخلاقية تطاردهم، وهم يبيعون العالم مبادئ ديمقراطية ونزاهة كاذبة، بينما قادتهم يقبعون في السجون والاعتقالات بتهم السرقة والرشى وسوء استخدام السلطة والتحرش الجنسي. وهاهو نتنياهو يواجه مصير من سبقوه نفسه، أرئيل شارون وإيهود أولمرت ووزير المالية ووزير الداخلية الأسبقين، وعلى رأسهم رئيس الدولة الذي حكم بقضية اعتداء جنسي، ومع هذا لا يزال هناك من يدعي أنها البقعة البيضاء داخل الحقل العربي الأسود. إن اعتقال وتهديد الشيخ صلاح، لن يحل مشكلة إسرائيل، فعملية أبناء أم الفحم كان يجب أن تكون مطرقة على رأس حكام إسرائيل ليستيقظوا من كذبتهم، ويعترفوا أنهم أصبحوا مجموعة من الكذبة واللصوص كما كان من قبلهم، ولن يكون لهم مستقبل وهم يعلمون أطفالهم كيف يقتلون العرب. [email protected]