17 سبتمبر 2025

تسجيل

الحابل والنابل في مجموعات التراسل!

21 أغسطس 2016

بسبب مجانيته، وسهولة تحميله، فإن أعداد المشتركين في تطبيق خدمة المراسلات الفورية (الواتس أب) تتزايد بنسبة مطردة، وأغلبنا مسجلون ضمن مجموعات المحادثات المباشرة عبر ذلك الوسيط العصري، على تباين مستوياتها وتوجهات أعضائها (صداقة، عائلة، زمالة، اهتمامات وهوايات...) وقد أسهم برنامج الدردشات (whats app) في عقد صداقات وتمتين علاقات، وتواصل أسري واجتماعي، وتبادل معلومات وأفكار وتفعيل حوارات في مناحي شتى. وصرنا على صلة تشغل حيزا زمانيا وذهنيا مهما في حياتنا؛ جراء ارتباطنا بهذه الوسيلة الاتصالية. ومما يلاحظ على مجموعات التواصل تلك افتقادها في الغالب للتجانس والرؤية الواضحة، وتحول عدد منها الى تكتلات وتجاذبات معينة تقود إلى مهاترات ومغالطات مبنية على قناعات مشرفيها وبعض أعضائها، ومنها ما تعتريه الرتابة والجمود فلا تقدم سوى منقولات مكررة أو مراسلات ساذجة. وتكمن اشكالات تلك المجموعات في دمجها بين أفراد يتفاوتون في مشاربهم ومستوى إدراكهم ومدى نضجهم الفكري والثقافي. وهذا ما يدفع أحدنا إلى التنحي جانبا أو اكتفائه بمتابعة وتقييم ما يرده من رسائل نصية أو مصورة وحذف ما لا يفيده، خاصة أن أغلب المشاركين مجرد ناقلين وليسوا مبدعين أو صانعي أحداث. ورغم ذلك فقد يوصف كثير النقل والارسال بانه عضو فعال أو متميز!!. بينما هو ينقل من هنا وهناك وقد يتعمد إغفال الإشارة إلى مصدر النقل أو ينسب لنفسه ما ليس من حقه نظرا لخوائه الفكري وهذه مخالفات صريحة للأمانة العلمية، وانتهاك لحقوق الملكية الفكرية تعرض فاعلها للمساءلة والعقوبة. وكم يزعجنا سيل الرسائل المنهمر بين شخصين أو أكثر يسأل أحدهما صاحبه عن أحواله وأخباره أو يتبادلان صورا ومقاطع تخدش الحياء وتنافي الذوق العام وأخرى تتسم بالغموض فلا تعليق ولا توضيح حول مكان وزمان الحدث وفحوى الخبر. وكم تكشفت جوانب سلبية عن أشخاص كنا نعدهم قدوات فاذا بهم حين المراسلة يقعون في خوارق المروءة!. والمصيبة العظمى نشر واشاعة أحاديث وروايات ينسبونها كذبا وزورا للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم، وأهل بيته الأخيار، دون التفات إلى خطورة هذا الصنيع الشنيع وما يترتب عليه من عقوبات شديدة والعياذ بالله.. وليس أقل جرما من أولئك ما يثيره اتباع العقائد المحرفة والمذاهب الباطلة عبر تلك الوسائط، من شبهات وافتراءات مضللة. عطفا على ما سبق، أوصي نفسي وقرائي الأعزاء بما يلي عند التعامل مع مجموعات التراسل: * تحديد هدف نبيل تتجه صوبه مجموعة المنتدى أو المراسلة. * التثبت من صحة الأحاديث والأدعية قبل نقلها أو إعادة إرسالها. * تجنب إرسال الصور والمشاهد الحرمة والمخلة بالآداب العامة. * توضيح مكان وزمان ومصدر النقل لأي حدث أو خبر. * تحاشي النقاشات الساخنة والتعصب للدول أو الزعماء وتقديم مصلحة الأمة على الاعتبارات الأخرى. * التصدي لأصحاب المذاهب الهدامة والأفكار المنحرفة بالحجة والبرهان. * تلبية واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حسب مضمون المشاركات. * المراجعة اللغوية والتدقيق الإملائي عند الكتابة أو الردود على الرسائل. * كن مفتاحا للخير مغلاقا للشر وليس العكس. * ليس من الأدب إلزام الآخرين بالمشاركة، أو التلميح بحذف أسمائهم، ما لم تقتضيه الضرورة. توضيح تلاحظون استخدامي لكلمة مجموعات وليس (قروبات) كما يشيع لدى العامة لأني أحترم لغتي وهويتي الأصيلة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن قروبات تظل أجنبية حتى وان كتبت بالحروف العربية. * whats up، app، مصطلح أجنبي يعني ماذا هناك؟ بالانجليزية، كما يرمز إلى كلمة تطبيق application.