06 أكتوبر 2025

تسجيل

ويل للمطففين

21 أغسطس 2013

ما ان ارخت العيون الساهرة على حماية المستهلك اهدابها عن حركة السوق في الايام الاواخر من شهر رمضان المبارك المنصرم حتى انبرى تجار السوق واباطرة الباعة المحترفون الى استغلال هذه الغفلة واطلاق العنان لشهواتهم البشعة في اذلال المشترين من مختلف اطيافهم بفرض اسعار لم يتحملها كاهل العائلات التي كانت مضطرة للتسوق احتفاء بأيام عيد الفطر المبارك، ولم تردعهم اخلاقيات التجارة النزيه ولا تحذير الله للمطففين والمتلاعبين بالاسعار والمستغلين ظروف الحالة التي استدعت اولئك المستهلكين الى شراء حاجاتهم ومستلزماتهم، فاصطدم الناس اثنائها بمبالغة غير منطقية لمشترياتهم، وكلنا لاحظنا تلك المبالغة في اسعار السمك حين وصل كيلو الكنعد إلى 95 ريالا كمثال.. وايضا الارتفاع الجنوني في اسعار الفواكه والخضراوات وغيرها من السلع الاستهلاكية التي غابت عنها العيون الساهرة على حماية المستهلك فحدث ما حدث. قال تعالى "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" قال بعض علماء التفسير إن هذه السورة جاءت بهذا الشكل تأكيداً على أن التقصير في حقٍ صغيرٍ من حقوق البشر موجبٌ للهلاك، كما تتحدث هذه السورة ايضا عن نوعٍ من علاقات الناس بعضهم ببعض، فإذا قللت من نوع البضاعة، أو من وزنها، أو من كيلها، أو من حجمها فقد قصَّرت في حقِّ الله ولو كان هذا التقصير طفيفاً، فإذا قصَّرت تقصيراً يسيراً في حق إنسان فهذا موجبٌ للهلاك، فكيف إذا قصَّرت في حقوق الله الكبرى. هذا ما نريد الوصول اليه فالاجهزة الرقابية في الدولة اي كان اختصاصها مطلوب منها فرض عيون ساهرة على مصالح المستهلكين فالتطفيف بين الرعاة والرعية هو أوسع وأعظم. فالناس يريدون من الرعاة أن يكونوا على أكمل ما يكون فإن صلح هذا صلح هذا، وإن فسد هذا فسد هذا، ونحن على يقين ان المرحلة تستوجب فتح العيون على اوسع احداقها كي لا يفلت مثل اولئك المطففين من العقاب ومن المحاسبة، ليس في مسائل السوق الاستهلاكي فحسب بل هناك جوانب كثيرة في مفاصل الدولة يمكن ان ينخر فيها الفساد والتلاعب اذا غابت عنها الرقابة النزيهة والمساءلة المتواصلة. نحن في مرحلة تحتاج الى التكاتف للقضاء على مثل هذا التلاعب بقوت الناس.. نحن في مرحلة تحتاج من اجهزة الدولة عدم التهاون في حقوق المواطن وفي مدخرات الوطن، فالفساد هو فساد أيا كان حجمه او نوعه او مصدره.. نطالب بالوقوف صفا واحدا لنحمي المستهلك من تجار السوق الجشعين ولنحمي بلدنا العزيز من المتلاعبين. وسلامتكم