17 سبتمبر 2025

تسجيل

قوة الروح لا تُهزم

21 يوليو 2022

* يسهل على البعض إخفاء جزء من شخصياتهم ومحاولة تغطية عيوبهم، ومحاولة الظهور بمظهر الواثق، والقوي، والمتمكن، والمثقف النبيل الراقي، يكون ذلك جميلا متى كف عيوبه عن إزعاج غيره، ومتى انشغل بذاته بعيدا عن فلسفة وتدخلات مزعجة!. * الأقرب للقلب أن يكون الإنسان على طبيعته وعفويته وبساطته دون تكلف ودون تصنع، ودون مبالغة وتزييف لا جدوى منها إلا أنها تسبب ضجراً ومللاً ونفوراً من البشر!. * يسعى البعض لإظهار الجميل منهم لمحاولة رسم هالة تسحر العقول، وتجذب أعين من حولهم، يسعون لرسم هالة تميزهم، ولا يعلمون أن تلك الهالة لا تدوم؛ فهي كالفقاعة ما أن تكبر وتتلألأ بألوان قوس القزح في دائرة الفقاعة، وتنفجر وتتلاشى، ولا يبقى لها أثر، ولا ذكرى!. * شخصية الإنسان وحضوره، وتقبله وانجذاب الآخرين إليه، والأنس للجلوس معه ومرافقته، يبدأ من جمال روحه وخلقه، ورقي تعامله والتي يحرص البعض على تجميل وتطوير شخصيته بوسائل التعلم المستمر والتطوير والثقافة والقراءة لا ليقال إنه مثقف وفاهم، بل ليزيد من قيمته لذاته ووزن أعماقه وفكره، والأهم الاعتناء بجمال الروح ورقيها والسمو بمعالي الأخلاق عنده وتعامله، والحرص على تنقية الروح والالتفات بصدق إليها من أن تكل أو تتعب أو تشيخ!. * من المهم للروح والعقل وجود صحبة راقية وصادقة ومحبة، ومجالسة من يشابههم ويألفهم، ومن يظهرون أمامك كما هم دون تكلف وتصنع وتضخيم للشخصية، يظهرون بصدق مشاعرهم وتصرفاتهم، الارتقاء الروحي يعني الارتقاء فوق ماديات الحياة، والسمو فوق صغائر الأمور، وصغار العقول!. * الارتقاء الروحي شفافية عالية تعلو بصاحبها، وتجعل له بصيرة تضيء دربه، وإحساس عال بما يجري حوله، وقدرة على فهم ما تخفيه الكلمات وما بين السطور، وما يكون خلف الأبواب. * الارتقاء الروحي يعني الاعتناء بروح نفخت في العبد من روح الله ليكون عبدا روحانيا راقيا ينشغل بمعالي الأمور عن صغائرها، وفضول البشر التي تربك وتزعج وتقلق هدوء النفس، وسكينة الروح من أن تكون ويكون لها حضور صادق مميز. * قد يرى البعض قوة الشخصية والحضور بأن يكون الإنسان شخصية عملية ومنطقية وجادة بأسلوب حوار جاف وحاد؛ لا تراعي مشاعر الآخر وأسلوب الحوار وشخصيتهم؛ ترى أن ذلك مثال لشخصية القائد الناجح، ويتناسون معاني القيادة الحقة والذكاء العاطفي أو الاجتماعي، ومعنى القيادة بالقدوة، والقيادة بعمق المشاعر والفكر. * آخر جرة قلم: الاهتمام بالروح والحرص، على الارتقاء بها وتنقيتها مما يشوبها ويعكر صفوها، والسمو بها وتنقيتها من تلوث بصري وفكري وحوار بشر لا طائل منه! قد ينسى البعض أرواحهم وراء لهث وهرولة وسعي للحصول على كل شيء من لا شيء. قد يسعى البعض لسلك طرق عدة بحثا عن أهداف ومواقف ومناصب ووجوه يظن أنها ستكسبه مزيدا من التميز والحضور والقوة! ويتناسون أن ما يبقى قوة دائمة لأعماقهم هي قيمة الروح ورقيها وصدقها، لترفع وتعلو بشخصياتهم، وتكسبهم قيمة داخلية لا يمكن لأي إنسان وقوة خارجية أن تسلبها منهم وتقلل من حضورهم وشخصياتهم، قوة الروح لا تهزم ولا يمكن زعزعة ثقتها متى اعتنى بها صاحبها من الانجراف والانزلاق في ماديات الحياة وصحبة صغار العقول وضعاف النفوس.