10 سبتمبر 2025
تسجيلهو ما يُعطي المذاق لكل ما نقوم به والمعنى والمحرك الأساسي لكل شيء، وفقدانه يعني الإصابة بالخمول والكسل وقد يعني النهاية، لأن فقدانك للشغف يعني أن تفقد حماسك، وألا يكون لديك دافع لفعل أي شيء، فالشغف هو الوقود الذي يُحركنا من الداخل ويدفعنا للتحدي وكل شيء نمارسه مرهون بمدى شعورنا بالشغف تجاهه. وقد نتساءل احياناً عن شغفنا تجاه امر ما او عمل معين وكيف فقدناه ولا شك ان خلف ذلك اسباب لفقدان المحفز الأساسي الذي يدعو للإنجاز، وتحول الشيء الذي يمارسه الشخص إلى روتين أو نمط حياة يومي سواء في العمل أو في البيت أو حتى على مستوى ممارسة الرياضة المفضلة أو الهوايات، او عدم وجود هدف محدد ليتم التركيز على تنفيذه، او فقدان الشعور بالإنجاز، وتكرار الفشل، وعدم تقدير الغير لإنجازنا سواء المدير أو الأصدقاء أو الأهل، وفقدان الشعور بالإلهام، وقد يكون بسبب فقدان الشخص الملهم في الحياة، او الشعور بالملل أو التوتر أو الإرهاق الجسدي والعاطفي الذي يجعل الشخص يشعر بأنه مستنفد عاطفيا ولم يعد بإمكانه منح نفسه أو الآخرين أي شيء على المستوى النفسي أو العاطفي، والاحتكاك بالأشخاص السلبيين الذين يؤثرون على طريقة التفكير، والحزن العميق الذي يجعل الشخص يرى الأشياء تافهة، مما يقلل من حماسه لإنجاز الأعمال أو تحقيق الأهداف. لا شك ان غياب الشغف موجع ويترك فراغا كبيرا بك ويجعلك تائها بلا شعور فإذا مات الشغف تموت كل الأشياء في عينيك، فالحياة بلا شغف تجعلك تشعر وكأن هناك من يبتر من روحك جناحيها فلا تقوى على الحركة والتقدم والابتسام ولا حتى التنفس وكأنك تمتلك يسار صدرك أرضا قاحلة وأنت الذي كنت تبتسم دائما رغم سواد الموقف!. ويظل السؤال: كيف يستعيد الواحد منا شغفه بعد الفتور؟ وان كانت الاجابة سهلة الكلمات الا ان فعلها او تنفيذها ليس امراً هيناً لكن علينا المحاولة دوماً بمنح النفس الوقت الكافي للراحة لأجل التعافي وإعادة شحن الطاقة، وقد تكون هذه الخطوة هي كل ما يحتاجه فاقد الشغف كي يستعيد عافيته وحماسه والتركيز على نقاط القوة من جديد، ومحاولة اكتشاف هوايات ومواهب جديدة وتقليل الضغط والتوتر والإرهاق قدر الإمكان، وعدم الخوف من التراجع قليلًا لأخذ المساحة الكافية لإعادة الانطلاق والاعتناء بالصحة البدنية وعدم الاستسلام لأي ظروف صعبة والتخلص من كل شيء يمتص طاقتك ويأخذ منك شغفك فلا ترضى أن تكون شخصًا مهمشًا سواء في العمل أو في البيت ولا ترضى بأقل مما تستحق وتذكر جيدًا أن الشغف شيء نابع من أعماقك ولن يصحو إلا إذا أيقظته ولن يكون لديك الدافعية لتحقيق أي إنجاز طالما لم تسع له. وقد تم تعريف الشغف في قاموس أوكسفورد بأنه شعور قوي للغاية بالكاد تستطيع السيطرة عليه، ووصفته «أوبرا وينفري» انه طاقة وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير الحماس فينا، اذاً هو كالصوت العميق الداخلي الذي يجاب بلا كثير من الحاجة او المساءلة او التفسير للآخرين. ولأن الامور تبدأ من الذات فعلى الواحد ان يُحفز نفسه قبل البحث عمن يفهه أو يطمئنه أو يحبه. أخيراً: حين يفقد الشخص الشغف فهو حتماً يمارس الموت البطيء لأن فقدان الشغف قتل ناعم لا علاج له، حيث لا يكاد يجذب المرء ثمة شيء نحو اي شيء. إنه الشغف..