17 سبتمبر 2025
تسجيل"الرهيب" هذه الصفة لنادي الريان الذي اسمه اليوم يملأ المجال الرياضي والاجتماعي، قصة انتصارات حققها أبناؤه الأوائل، هذا الجمهور العريض الذي يهز المدرجات بتشجيعه ، هناك قصة أخرى وراء هذا الإنجاز، هناك أسماء اختفت كانت سببا في عشق الكرة للريانيين وللأشبال الذين أصبحوا نجوما فيما بعد، هناك تضحيات قدمت، لتصبح كرة القدم عنوانا لأهل الريان، هناك جهود بذلت لتجعل من لاعب الكرة إنسانا يضيف إلى مجتمعه بعد أن كان بنظر أهل الريان في ذلك الوقت مضيعا لفروض ربه، مستهترا بتقاليد أهله وعاداتهم. لن أتكلم عما حققه من إنجاز واسم فقائمة الشرف تطول هنا. سأتكلم عن بعض الجوانب التي ربما لا يعرفها إلا البعض، أولا لابد من الإشارة إلى أن نادي الريان استقطب العديد من لاعبي الأندية الأخرى، وهناك الكثير من هؤلاء اللاعبين التحقوا بالنادي لبعض الوقت، كما أن هناك شخصيات كثيرة من جميع أنحاء قطر كانت تنتسب إلى النادي أو انتسبت لبعض الوقت إليه من مناطق قطر كالغرافة والدوحة وغيرهما، ذلك كان يرجع لشعبية هذا النادي الكاسحة منذ إنشائه ليس فقط بين القطريين بل بين أكثر الجاليات العربية في البلد، فهو نادٍ محوري في بناء الرياضة كنشاط مجتمعي وليس رياضيا فقط. لذلك فإن الانتماء للريان هو نفسه الانتماء لنادي الريان بالنسبة لأهله، كذلك لا يمكن الحديث عن نادي الريان بدون الكلام عن ملعب مدرسة الريان القديم الابتدائية، حيث ملعبها الترابي الكبير الذي كان يشهد مرانا شبه يومي للاعبي الريان الذين كانوا نواة النادي بعد تأسيسه، كنا نتجه يوميا إلى هذا الملعب لنشاهد مران من كنا نسميهم "الكبار" تمييزا عن غيرهم من جيلنا ، حيث كانت هناك عدة ملاعب في أنحاء الريان يتمرن فيها الشباب، إلا أن ملعب مدرسة الريان خص بتمرين "الكبار" كان هناك لاعبون متميزون حقا إلا أنهم لم يتمكنوا من اللعب في النادي رسميا، أذكر منهم "مجلي العصيمي" رحمه الله الذي كنا نلقبه بالجوهرة السوداء، ورسلان العبدالله، رحمه الله، كما كان هناك نجوم الريان المعروفون كسلمان خليفة وخطاب عمر وناصر سرور وخالد سلمان الخاطر ومبارك أمان "العقرب" وراشد سلطان ومحمد خليفة وسعد غرينيس ومال الله عبدالله وزايد وليد رحمهم الله، وصباح مبارك ومن الجيل التالي محمد السويدي وعلي العلي والفنان حمد طليحان ثم جيل عبدالله العامري وغيرهم وليعذرني البعض لأنني أكتب من الذاكرة. ومن الرؤساء الذين تركوا بصمة في تاريخ النادي الشيخ ناصر بن أحمد والسيد محمد همام والإداريون الكبار ماجد أمان وعبدالله سالم السليطين وحمد عبدالله المري. كانت هناك مباراتان الأولى للدرجة الثانية الساعة الثانية ظهراً والأخرى الساعة الرابعة عصراً للدرجة الأولى، وكان من نجوم الدرجة الثانية في حينه علي ناصر رحمه الله وعلي المحشادي وعبدالله غصين وصالح المري رحمه الله وغيرهم. في تلك الأيام كان مجتمع الريان شديد التحفظ فيما يتعلق بوجود نادٍ في المنطقة، وهناك اعتقاد ربما كان إلى حد ما وهو أن من يلعب الكرة لا يصلي أو لا يواظب على الصلاة، بدأ مثل هذا الاعتقاد بالتلاشي رويدا رويدا حينما اكتشف المجتمع التقليدي بعض أبناء النادي يواظبون على الصلاة في المسجد القريب للنادي. تذكر مدونة نادي الريان أن تشكيل نادي الريان جاء من دمج نادي الريان مع نادي النسور، ليكتمل نادٍ موحد لأهل الريان جميعا القديم والجديد. بالنسبة لي أتذكر نادي الريان الذي كان في بيت السيد"الحمودي" وهو بيت صغير ولم يكن الجيران في راحة من هذا التواجد، فكثيرا ما كانت كرة طائرة تأتي مقطعة عندما تذهب خطأ إلى البيت المجاور، حتى بعد انتقاله إلى بيت السيد علي بن غصاب الهاجري رحمه الله، في تلك الفترة شهدت أناسا وهبوا أنفسهم لخدمة النادي دون مقابل، منهم السيد ماجد أمان، الله يعطيه الصحة، أحد رؤساء النادي فيما سبق، كذلك المرحوم صالح بن عبدالله المري، الذي كان لا ينام ومقصف النادي خاليا من المرطبات، وقد ذهبت به مرات إلى مصنع الكندا دراي والبيبسي في الدوحة لكي نحضر عددا من صناديق هذه المرطبات، وغيرهم كثيرون . هناك أسماء عديدة من مؤسسي نادي الريان أتى عليها الزمن ولم يعد أحد يتذكرها، حبذا لو كُرموا، ولوحة الشرف موجودة باسم المؤسسين الأوائل. الجيل الحالي لا يعرف شيئاً عن جيل المؤسسين، ويعتقد ربما بأن نادي الريان وغيره من أندية قطر العريقة قام هكذا بقرار حكومي أو بأمر إداري، كما شهدنا في أندية المرحلة الحالية. لا يجب أن يخفي الحاضر عن أعيينا رؤية التاريخ في مرحلة ولادته، والآلام التي تحملها مَن صنعه حتى أصبح يُكتب بقلم من ذهب. [email protected]