23 سبتمبر 2025
تسجيلتتسارع الأيام، ومعها تتسارع عجلة الأحداث السياسية المؤلمة دون أن تجد لها من ينتشلها من أحضان الشعوب المنكوبة والمرهقة التي تدفع سياسة أنظمتها الحاكمة القابضة على مقدراتها وحرياتها والتي تحركها البوصلة الأمريكية بقيادة وتوجيه الرئيس الأمريكي ترامب الصديق المستفز في تعامله ما بين تحقيق مصالحه المادية ومصلحة العدو الصهيوني صفقة القرن، وفِي ضوء ما يحدث انطوت صفحات كثيرة من الأزمات العربية التي عبثت بالخارطة العربية غيّرت ملامحها السياسية والاقتصادية، وقضت على تاريخها وحضارتها، وبعثرت مقدراتها المادية، وانتشلت فكرها وثقافتها، أين بابل العراق بلاد الرافدين؟! أين دمشق القديمة وجامعها الأموي؟! أين اليمن السعيد وممالك سبأ وحضرموت وحمير؟! أين فلسطين والأقصى؟! انطوت صفحاتها جميعاً بعد أن أصابها الوهن والهزل وعمتها الفوضى والعبث بجمالها وخيراتها وتراثها إلى ساحات قتالية دموية تنتظر من يوقُف إراقة الدماء التي ملأت ساحاتها وشوارعها من العبث والاستفزاز الأمريكي والإيراني، اللذين بدآ ينسجان خيوطهما الآن على سواحل الخليج العربي. فها هي البوارج الأمريكية والغربية والإيرانية بمدافعها وطائراتها ودباباتها تتمركز على ضفاف الخليج العربي لوثت مياهه، وشوهت جماله، وها هي طائرات الاستطلاع المسيرة تجوب سماء الخليج لحرب قادمة لا يعرف زمنها ولا مداها، وما بينها تتلاعب المخالب الأمريكية والإيرانية لعبة الشطرنج مع دول الخليج لتحقيق مصالحهما ويصبح الخليج كبش الفداء للاستهتارات الإيرانية والأمريكية. وللابتزاز المالي بالمليارات ثمن الحماية سراً وعلانية، فصل جديد من الحرب النفسية والتصعيدية تلعبها إيران وأمريكا، ربما تبدأ ولكن لا أحد يمتلك القدرة على إنهائها كما هي الحرب القائمة اليوم في اليمن والعراق وسوريا، وكما قيل فالطريق بين واشنطن وطهران ما زالت معالمه غير واضحة، وما زالت دول الخليج مهددة بين مطرقة أمريكا وسندان إيران ولا تدرك مصيرها. …. كنا نعتقد أن حصار قطر سينتهي وتعود الدو ل المحاصرة الجائرة إلى رشدها، وتحّد من وتيرة الخلاف وتستمع إلى صوت العقل بالحوار والمصالحة والمنطق ليعود خليجنا كما كان عليه من الهدوء والوحدة والألفة والقوة، وتعود مياه الخليج إلى جماليات ضفافه ورونقه وسكونه كما كان عليه، كنا نعتقد أن أنظمتنا تستشعر الخطط الأمريكية الصهيونية المبيتة، وتستوعب الدرس ممن سبقها لتكون قوة موحدة كأسنان المشط بما تمتلكه من عائدات بترولية، وقوة عسكرية، لصد الهجمات الخارجية الإقليمية والدولية الطامعة في خيراتها الهادفة إلى زعزعة أمنها، إلا أن الأزمة الخليجية امتدت وطالت ووضعت في طَي النسيان، واستجدت معها الكثير من المواقف والخلافات والأزمات، يستنكر حدوثها، ها هي الصهيونية بعد أن كانت العدو الأول لبعض الدول في المنطقة العربية والخليجية أصبحت الصديق الودود في التقارب والتحالف والتطبيع، أشبه بمن يعقد الصلح مع عقرب سام، لتكون إيران هي العدو، ويستشري الوهم بين شعوب المنطقة بأن إيران هي التي تهدد أمن الخليج والعرب، بدلا من إسرائيل وهي العدو التاريخي للعرب والمسلمين، وما كان حلما لإسرائيل أن تطبع بالأمس أصبح التطبيع اليوم مجانا، تسببت فيه سياسات صبيانية في المنطقة، وبهذا المنطق خدمة هامة لتحقيق الصهيونية لأهدافها في ضياع الحق الفلسطيني والعربي والتي أشبه ما يكون بمن يعقد الصلح مع عقرب سام. وتحولت مياه الخليج وسماؤه إلى ساحات لثكنات عسكرية استعراضية واستطلاعية لأهداف أمريكية وإيرانية استعدادا لحرب قادمة لا يدرك زمنها ولا مداها ولا أقدارها، ساعدت في تسيير أجندتها دول الحصار مع بداية أزمتها مع قطر وتبقى الشعوب ضحية لهذه الخزعبلات السياسية والهوس السياسي، التي تدرك أن ما يحدث على أرضها وفوق سمائها ما هو إلا حماية للمصالح الأمريكية وقواعدها العسكرية، ويبقى حصار قطر معلقا بين تعنت دول الحصار الجائرة وبين الصراع الأمريكي والإيراني في المنطقة،. ومع كل ما يحدث الآن الخاسر الأكبر في تلك المواجهات والاستفزازات هو دول الخليج، إذا لم تتدارك خطورة الوضع السياسي القائم وامتنعت بعض الدول عن إشعال وتأجيج الوضع في الخليج، وهي تكتوي بنيران وكلاء إيران في اليمن من خلال جماعة الحوثي. Wamda.qatar@gmail. Com