13 سبتمبر 2025

تسجيل

عدو يكره حتى نفسه.. وعنصري أيضا ضدها

21 يوليو 2016

أذكر أنني في أحد مقالاتي على صفحات "الشرق" كتبت عن العنصرية الصهيونية وقلت. إنه نظرا لبشاعة عنصرية عدو شعبنا وأمتنا وديننا، فستتطور في مرحلة معينة إلى ممارسة عملية ضد معتنقيها أنفسهم. لاحظتم قبل شهرين أن عديد من قادة العدو حذروا من تفشي هذه الظاهرة بين الإسرائيليين طولا وعرضا، منذ يومين فقط انضاف آخر إلى أولئك. نعم. لقد حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس المعسكر الصهيوني "يتسحاق هيرتسوغ" مما أسماه "تفشي الكراهية والعنصرية في إسرائيل ما يؤسس لعمليات القتل والاغتيال القادمة". وقال خلال كلمة ألقاها في جلسة عقدتها كتلته البرلمانية: "نحن على أبواب انتفاضة الكراهية والعنصرية والظلام. وعمليات الاغتيال والقتل القادمة ستقع على خلفية الكراهية الداخلية السائدة هنا وستذرف ميري رغيف دمعة حزن واحدة. وينشر نتنياهو تعليقا على فيسبوك يدين ذلك وسيطلب نفتالي بينت محاسبة النفس، لكن لائحة الاتهام هذه المرة ستوجه ضد هؤلاء. وأضاف "انتفاضة الكراهية هذه تزرع بذور الفوضى وصولا إلى الحرب الأهلية التي سنحصدها جمعيا مستقبلا وهذه الكراهية تجري بدعم وغطاء كامل ممن يجلسون في الحكومة".من ناحية أخرى صادق رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني غادي أيزينكوت، الأسبوع الماضي، على تعيين الحاخام العنصري الإرهابي إيال كاريم. في منصب "الحاخام الرئيسي" لجيش الاحتلال رغم الضجة التي ثارت في بعض وسائل الإعلام الصهيونية حول الفتاوى الإجرامية والأخرى القمعية التي أطلقها في الفترة القريبة وما سبقها، وأبرزها أنه أجاز للجنود اليهود اغتصاب "النساء غير اليهوديات" من نساء العدو خلال الحرب، ولكن هذه الفتوى لم تكن مصدر غضب الإعلام الإسرائيلي بقدر غضبه على فتاوى وتصريحات أخرى ضد تجنيد النساء ومثليي الجنس في جيش الاحتلال، هذا الحاخام الإرهابي ليس حالة شاذة في الحاخامية اليهودية الحالية وبالذات في التيار الديني - الصهيوني. ففي عام 2009 أصدر حاخامان كتاب "شريعة الملك"، الذي يتضمن فتاوى إرهابية شرسة أخرى مثل إجازة قتل النساء والأطفال العرب بدم بارد والكثير من الفتاوى المشابهة، وهذا الكتاب حظي بدعم النظام الصهيوني الحاكم نفسه. كذلك شهدنا في السنوات الأخيرة مسلسلا لا يتوقف من الفتاوى الدينية اليهودية الموجهة مباشرة ضد أهلنا من فلسطينيي 48، مثل فتاوى بعدم تأجيرهم أو بيعهم بيوتا وفتاوى لمنع تشغيلهم، وفتاوى تحثّ على ارتكاب جرائم لتدمير مصادر رزقهم ومنع إحيائهم لذكرى النكبة وإمكانية سحب جوازات السفر الإسرائيلية منهم، وإمكانية طرد النواب العرب من الكنيست (التصويت الذي جرى الأربعاء 20 يوليو) والقائمة تطول، ولم يخضع أي إرهابي من هؤلاء الحاخامات للمحاكمة لأنهم في واقع الأمر التيار الذي تزداد سيطرته يوما بعد يوم على مقاليد الحكم في الكيان. إذ يجري الحديث عن التيار الديني الصهيوني القوة المُحرّكة الأساسية سياسيا في مستوطنات الضفة والقدس، وهذا التيار حسب التقديرات نسبته الحالية في حدود 13 % من إجمالي السكان وما يقارب 16 % من إجمالي اليهود الإسرائيليين ولكن نسبتهم في جيش الاحتلال ضعف نسبتهم بين اليهود أي 32% قبل عام، تبين أن أكثر من 31 % من خريجي دورات الضباط في جيش الاحتلال هم من هذا التيار وهذا مؤشر لمستقبل الكيان برمته.وكان كافيا لرئيس أركان جيش الاحتلال أيزينكوت أن يعقد جلسة صورية سمع فيها ضريبة كلامية من الإرهابي كاريم بأنه لم يقصد الإساءة لأحد في ما يتعلق بموقفه الرافض لتجنيد الشابات في جيش الاحتلال وقوله إن مثليي الجنس هم مرضى نفسيون، فهذا أكثر ما أقلق الشارع الإسرائيلي وانعكس في عناوين الغالبية الساحقة من وسائل الإعلام بينما "الحساسية" لفتوى اغتصاب النساء غير اليهوديات، كانت هامشية بصورة واضحة في وسائل الإعلام ذاتها.ألم نقل لكم إن عمر هذه الدولة سيكون قصيرا مهما امتلكت من أسباب القوة؟