16 سبتمبر 2025

تسجيل

تعلموا يا عرب من الأتراك!

21 يوليو 2016

سطّر الشعب التركي الأبي ليلة الخامس عشر من يوليو الماضي، مجداً عظيماً سيُكتب له بأحرفٍ من ذهب وسيخلده التاريخ، عندما استجاب لشرعية دولته التي استمدها منهم ، وأوقف مؤامرة يقودها الغرب ويبارك لها ويدعمها أنظمة عربية مستبدة تُريد لتركيا أن تنسلخ من مواقفها المشرفة في الوقوف ضد أي نظام يستبد ويقمع شعبه ويريد أن يطيل أمد حكام الريموت كنترول لدى الغرب وإسرائيل! ما حدث من بطولة لشعب أبى لدولته أن تقع تحت حكم عسكري انقلابي عاني منه على مدى عقود طويلة وروى بدمه من أجل أن يعيش في ظل حكم ديمقراطي حر نقله إلى مصاف الدول المتقدمة، شعب رفض الانقلاب بصدره العاري ولم يخرج للشوارع والميادين بصور رئيسه أردوغان، بل خرج بعلم تركيا التي اختارت أردوغان رئيساً لها باسم الشعب، شعبٌ أعاد الشرعية لأهلها ولقّن هذه الزمرة الانقلابية الفاسدة ومن يقف وراءها درساً لن ينسوه أبداً، مفاده أن الكلمة الفصل هي للشعب وليس للعسكر، ما حدث في تركيا قلّما نجد له مثيلاً في أي دولة في العالم!فشل الانقلاب وذهبت معه أحلام من يريدون أن يدمروا تركيا؛ لأنها وقفت بصلابة وشجاعة ضد جبروتهم وغطرستهم في المنطقة، يريدون لتركيا أن تقف ضد حقوق الشعوب المضطهدة وعلى رأسهم الشعب السوري الذي عاني منذ 6 سنوات مرارة القتل والتهجير والإبادة التي لم تتوقف رحاها حتى يومنا هذا! يريدون لجيش تركيا أن يكون أشبه بجيش الطاغية بشار لا يقتصر دوره إلا في حماية طاغيته ومصالح الغرب وحدود إسرائيل، هكذا يريدون لتركيا ولجيشها أن يكون! ولكنهم نسوا بأن أحفاد السلطان محمد الفاتح لا زالت الكلمة لهم ولا زال القرار لهم، فهم من بنى هذا المجد العظيم وهم من قهر أجدادهم قياصرة وأباطرة النصارى وأعوانهم اليهود ليحكموا هذه الأرض ويرفعوا فيها راية الإسلام خفاقة رغم أنوف الملايين منهم!أيظن هؤلاء الحمقى بأن هذا المجد العظيم الذي بُني بأيدي الشرفاء من الأتراك سيُهدم بتخاذل وتواطؤ شرذمة تم شراؤها بالمال لإعادة تركيا لعصور الانقلابات العسكرية المقيتة! يحلمُ من يظن بأن دولة عظيمة لديها مثل هذا الشعب العظيم سيطالها ما طال العديد من دولنا العربية من انقلابات وتآمرات ودمار وتخريب! إنها تركيا الشعب وليست تركيا العسكر! فاصلة أخيرة أجاد أحدهم في الوصف عندما قال "في سوريا نزل الشعب فاستعان بشار بالدبابات، وفي تركيا نزلت الدبابات فاستعان أردوغان بالشعب!" تأملوا الفرق!