18 سبتمبر 2025
تسجيلتربينا ونشأنا في هذا البلد الطيب المبارك، على حب الدين والعلماء والدعاة المصلحين، المعروفين محليا بـ "المطاوعة" كناية عن طاعتهم لله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، وأهل قطر مطاوعة بفطرتهم السليمة وفق هذا المفهوم والحمد لله، وتتمتع شخصية المطوّع بدرجة عالية من التقدير والاحترام وتحيطه هالة من الهيبة والوقار. ولذلك فإن ازدراءه او الإساءة إلى شخصيته خطيئة وتجاوز مرفوضان بكافة المقاييس، مهما كان نوع وحجم تلك الاساءة.حاليا تتداول وسائل التواصل الجماهيري ردود أفعال وطنية غاضبة تستهجن عرض مشهد في إحدى المسرحيات المستمرة منذ إجازة العيد، تقدم شخصية المطوّع او شيخ الدين في قالب ساخر و( كراكتر) مهزوز، وبصفتي معني بالشأن الثقافي والمسرحي فقد تابعت المشهد المذكور واستغربت كيف تمت إجازته من لجنة الرقابة، إلا اذا كان عرض في حضور اللجنة، بشكل مغاير لما حدث امام الجمهور على خشبة المسرح!. فقد اشتمل المشهد المذكور على إساءات عدة خطيرة تمس الدين والاخلاق وسنة نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام، حيث يبدو احد الممثلين (الدراوشة) بلحية كثة وثوب قصير على حدود الركبة، ويصور الشخص الملتزم بالسذاجة والبلادة، بطريقة مشيته وبروز بطنه وأسلوبه الحواري وغترته المشدودة (بدون عقال) متلفتا يمنة ويسرة، واستخدامه اللغة العربية ليكون نشازا بين المتحدثين باللهجة المحلية، وهذا ايضا تقليل من اهمية اللغة العربية لغة القرآن وركيزة هوية الأمة، إضافة الى سقطة فنية وأدبية اخرى تتهم (المطوع) في سمعه وحدود معرفته، فيظن ان لجنة التحقيق هي لجنة التحفيظ ويشيح بوجهه، وهو يحاذي المرأة مسؤولة اللجنة. علما ان المسرحية تعمدت وصم شخصيات المطاوعة بالجشع والطمع وانحراف السلوك، فلماذا اختار فريق العمل هذا الاسلوب بالذات في تقديمه لبعض الشخصيات الهزلية، حتى وإن جاءت عرضا بين الاحداث، وأين خبرة وبراعة الممثلين وادارة العمل المسرحي من (كوميديا الموقف) في تلك الحالات، بعيدا عن التكلف وانتزاع ضحكات الجمهور بالسخرية والتهريج على رموز المجتمع المسلم؟!. خاصة وأنه بين المنتقدين مسرحيون ومثقفون وفنانون قطريون.وما دعوة احد عناصر العمل الفني حضور المسرحية للمعترضين، سوى محاولة يائسة للتخفيف من الاحتقان الشعبي ضد التطاول والسخرية من اهل الدين وسنة خير المرسلين، ثم هل سيوجه صاحب التبريرات تعليماته لزميلاته الفنانات بالتزام الحجاب الشرعي حين دخول القطريين صالة العرض؟! وكيف يسمح لنفسه باتهام المواطنين الغيورين في عقولهم، بينما تناسى انه يخدم أغراض اصحاب المآرب الساعين للنيل من ديننا الحنيف وسنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم؟!.وهل اتباع السنة النبوية بإطلاق اللحية وتقصير الثوب سبّة ومدعاة للسخرية، أم باعث على العزة والكرامة؟.أجل إننا نضم صوتنا لكل المواطنين الغيورين الذين عبروا عن سخطهم على المشهد المذكور والمشاركين فيه، ونطالب باعتذار رسمي من فريق العمل المسرحي واتخاذ الاجراءات الرادعة لمنع حدوث مثل ذلك التجاوز مجددا. فالواجب يقتضي توظيف وسائل الإعلام والتأثير الجماهيري في إبراز شخصيات الدعاة والأئمة ومشايخ الدين بصورة تليق بقدرهم ودورهم البناء وليس العكس، واعتبارهم قدوات ينشرون القيم النبيلة ويسعون بأمانة وإخلاص لتحقيق خيرية أمتنا في الحاضر والمستقبل. مرجعيات عاجلة:سورة التوبة 65 - 66، قال تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).وقد اتفق كبار علماء الأمة، أن من هزل أو استهزأ بأهل الدين والصلاح او تهكم عليهم، فقد ارتكب إثما مبينا، يقود للكفر والعياذ بالله سواء كان جادا أو مازحا.