27 أكتوبر 2025
تسجيلقال لي صديقي وهو يتمثل الحكمة رداً على ما يدور أمامه من اختلاط للقيم والمباديء فانبرى محدثا بقوله ، إن الجهل والعبودية والجوع والخوف هي من جند الكفر والظلم والطغيان والتمرد والفساد ، واسترجع قائلا إلا أن العلم والحرية والغذاء والأمن من مرتكزات الايمان والاستقرار والاطمئنان ومبعث الاستعداد النفسي والروحي ، والامتثال للأوامر والتعاليم والتوجهات وهي من أسس حوافز وتوجهات صدق الولاء والسمع والطاعة وحسن الاداء.وأردف صديقي متمثلا بدعاء رسولنا الكريم "اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر" قائلا ان الكفر والفقر قرينان ، وواصل استعانته بحديث رسولنا الكريم " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا " .وعرج صاحبي الى كتاب الله فاستخلص منه ما حذر به الله ونذر في قوله تعالى {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }النحل112.الخلاصة التي كان يريد صاحبي ان يصل اليها هي استنتاج لما تعانيه البشرية اليوم من فساد وافساد ،ومن جهل وفقر ، وخوف واستعباد واذلال وعدوانية وتدمير ، ويتساءل اليس كل ذلك بسبب الظلم والطغيان ، وبسبب العصبية المدمرة في الانتاج والاستهلاك ، ونزوع بشع الى الهيمنة والاقصاء.اتجه صديقي نحوي وقال ان ازمة بناء الانسان هي المعضلة التي تعاني منها المجتمعات الانسانية في كل بقاع العالم ، وهي بالتأكيد جذر الازمات التي تعيشها المسيرة البشرية اليوم ، ضحك بمغزى قائلا "عندما تكون مسار بناء الانسان في ازمة فكل مسارات الحياة تكون في ازمة" فمن هو هذا الانسان الذي نعنيه؟ اليس هو ذلك التربوي والسياسي ، اليس هو الاقتصادي والاعلامي وهو المعني بشئون كل مناحي الحياة.اتفقنا بان الواقع الماثل في العالم اليوم يعاني من خلل كبير بسبب وجود تلك الازمات وبسبب غياب التكافل والتلازم بين البناء المادي والروحي للانسان ، هذه الفلسفة استخلصها ذوو التجارب الانسانية واصحاب الفكر المتنور، مستندين بذلك على ما يشاهدوه في حياة العالم اليوم ، لذلك توقف صديقي عند هذا الحد وقال //هناك اناس اعتنوا بالبناء المادي على حساب البناء الروحي ، واخرون اسرفوا في العناية بالجانب الروحي على حساب المادي" وهنا مكمن الخلل.لنتفق جميعا ان هناك خللا والعلاج ان يتكافل ويتلازم البناء الروحي والمادي للانسان ، والا سيبقى العالم يتنقل من ازمة سيئة الى أزمة اسوأ وأخطر .. دعوة لامعان النظر حول ما يجري من حولنا من مضاربات كي نتفق على كلمة سواء بيننا وبينهم،، وسلامتكم