18 سبتمبر 2025
تسجيلفي هذا الصيف المشمس والحر اللاهب يتبادر إلى ذهن القارئ الرجال الشجعان رجال الدفاع المدني الذين وهبوا أنفسهم لخدمة هذا الوطن الغالي ومن على أرضه الطاهرة مجابهين ألسنة اللهب غير آبهين بالضرر الذي قد يصيبهم استشعاراً للأمانة وانتماءً لهذه المهنة الإنسانية النبيلة. ومن المعلوم أن العمل الميداني لرجال الدفاع المدني يتضمن نسبة كبيرة من المخاطر من مقابلة ألسنة اللهب التي لا ترحم إلى الغوص في أعماق البحار، وكذلك البحث في الصحاري القاحلة لترسيخ المبدأ العظيم ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعا، وبما أن الوقاية غاية كل إنسان على هذه الأرض المباركة وكلٌّ مسؤول عن حماية الأرواح والممتلكات فإن كل ذرة في هذا التراب الطاهر أمانة في أعناقنا وعلينا الحفاظ عليها فإذا كانت الوقاية غاية الجميع فإن الوسائل المساندة وتأمينها أيضاً من الأهمية بمكان كشراء طفاية حريق زنة 6 كيلو ولن تعدم لها مكاناً فهي صغيرة الحجم وربما قيمة استهلاك وقود خمسة مشاوير تعادل قيمتها أغنانا الله وإياكم عنها. ويعتقد البعض أنها بالمئات ربما لأن شكلها مبهر وأداءها مذهل، وقد تكون التقنية أضافت مزيداً من البريق لهذه الصناعة وقيمتها لا تتجاوز 100 ريال، وحسب التقديرات فإن الطفاية زنة كيلو بودرة كفيلة بمشيئة الله بإخماد حريق مساحته 6 أمتار مربعة وما يجعلنا نشعر بالفخر جميعاً تطور آليات الدفاع المدني وما وصل إليه هذا القطاع الحيوي من مستويات عالية في الأداء وما يتميز به كذلك منسوبوه من الدراية والإتقان اللذين اكتسبوهما من خلال الدورات المكثفة والممارسة العملية التي تصقل خبرات ومواهب رجل الدفاع المدني. وأود أن أشير في هذا السياق إلى ما يكتنف مهمة رجل الدفاع المدني من معوقات خاصة من قبلنا نحن، فعامل الوقت مهم ومهم جداً خصوصا في هذه الحالات الحرجة ولا شك أن التجمهر عند حدوث الحرائق يعيق جهود هؤلاء الرجال ولأن تفكير رجل الدفاع المدني في هذه المواقف العصيبة منصب في التركيز في أداء مهمته في هذه الدقائق الحرجة والتي لا تحتمل التأخير، فلنكن سنداً لهم لا عائقاً وإفساح المجال لهؤلاء الرجال وعدم التجمهر، وكذلك إبعاد السيارات عن الموقع كي يتسنى لسيارات الدفاع المدني الوصول بأسرع وقت، ورجل الدفاع المدني متمرس ولديه خبرة في معالجة هذه المواقف ويدرك أن الدقيقة الواحدة قد تكون سبباً في إنقاذ نفس من الهلاك أو الحد من انتشار النار وعدم التهامها للممتلكات، وما يسعد رجال الدفاع المدني ويثلج صدورهم أن يكون الجميع على قدر كبير من الوعي والمسؤولية في حين أن تنفيذ تعليمات وإرشادات الدفاع المدني هي الأساس في التعاون وما يسعدنا أيضاً أن ينجح هؤلاء الرجال في مهامهم الجسام وأن نكون عوناً لهم في تحقيقها وعندما يحدث حريق - لا قدر الله - فإن الإنسان يرتبك وهذا شيء بدهي لأن الأمر خطير ومفزع وسيكون أوفر حظاً إن وجد إحدى الوسائل المساندة ألا وهي الطفاية، وربما يقضي على مصدر الخطر في دقائق ما يتطلب إطفاؤه ساعات في حالة امتداده - لا قدر الله - «وقد تولد النار من مستصغر الشرر». وأود أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية خصوصا في هذا الجو الحار جداً والشمس المحرقة حتى إن البيض ربما لا يحتاج سلقا أو قليا فقط دع الخبزة تحضن محتوى البيضة بكل أريحية، وألا ندع في السيارة أي مواد قابلة للاشتعال خصوصا معطر الجو فهذا المعطر إذا وقع تحت درجة حرارة معينة فإنه يتحول إلى قنبلة موقوتة. لا ريب أن الإرشادات والمواد الإعلامية المختلفة تطورت هي الأخرى من حيث الوسائل وأساليب الجذب والتشويق أو من خلال الإثراء المعرفي وهذا بيت القصيد إذ تزخر المكتبات العالمية بأفلام وثائقية بل كذلك مواد فنية من أفلام ومسلسلات ترشد الذاكرة بطريق غير مباشر إلى كيفية شحذ المعرفة وتطويعها لأجل الوقاية والحماية، إن إنشاء قناة فضائية تعنى بالحماية والوقاية وتحت مظلة مجلس التعاون الخليجي المبارك ستحقق مردودا إيجابيا على كافة الأصعدة وستضيف الكثير بهذا الصدد فضلا عن توافر الجانب التقني والكادر الإداري، ورجال الدفاع المدني على مستوى كبير يؤهلهم لبلورة جهودهم ونشاطاتهم في قناة فضائية تعرِّف الناس بمجهوداتهم، ويطرحون ما لديهم من إمكانات فنية ورؤى مستقبلية، عدا عن ذلك فإن القناة ستكون ملتقى رحبا للمستثمر والمستهلك على حد سواء، حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.