10 سبتمبر 2025
تسجيلفي اليوم العالمي للاجئين، دعوني أقدم للعالم نوعية اللاجئين العرب والمسلمين الذين يختلفون إلى حد بعيد عن لاجئي أوكرانيا الذين يعدون حديثي عهد بكلمة اللجوء كالذي يكابده اللاجئون العرب ويكتوون من ناره منذ سنين للأسف، ولا يمكن لهذا العالم الذي وضع يوما عالميا لمعنى اللجوء الأليم أن يتصوره لهم فماذا يمكن أن يكون عليه لاجئو أوكرانيا الذين فتحت أوروبا أبوابها على مصراعيها لهم ففتحت منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومراكز الرعاية لهم في مقابل ملايين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين الذين يتوزعون في مخيمات بالية على الحدود يشبعون يوما ويموتون جوعا باقي أيام السنة ويتدفأون يوما ويموتون بردا باقي أيام السنة وبالعكس فلا شمس رحيمة بهم ولا شتاء يراعي وضعهم فأي يوم يقصد هذا العالم غير العادل في استقطاعه يوما من العام ليكون اليوم العالمي للاجئين ؟! وأي لجوء يقصده إن لم يكن فعلا للفلسطينيين والسوريين واليمنيين والسودانيين والعراقيين واللبنانيين والليبيين والأفغان والروهينجا المسلمين؟!، أما لاجئو أوكرانيا فأبدا لا يمكن أن يشبهوا الفريق الأول الذي يتجرع الألم في نزوحه واستنفار الحدود العربية - العربية من استقباله واستضافته حتى ولو كان محشورا في خيام بالية وصناديق تبرع يصل منها ما يصل ويؤخذ من خيراتها ما يضيع ويُسلب لأنهم ببساطة يحملون جنسية كانت حتى قبيل إغارة الدب الروسي عليهم على وشك الدخول ضمن حلف الناتو الذي يجتمع تحت مظلته عدد كبير من الدول الأوروبية المتحالفة في العيش والمصير وحق الدفاع لبعضها البعض ولكن روسيا التي لطالما رفضت هذا الدخول الذي يمكن أن يزيد من عبء مواجهة أوكرانيا إذا ما انطوت تحت مظلة الأطلسي فضلت مباغتة كييف قبل أن يُعلن رسميا عن موافقة الحلف للانضمام تحت عباءته، ولذا تألمت أوروبا وأمريكا وبعض الدول التي ترى من موسكو حتى الآن معتدية غاصبة لكنها لا تجرؤ على مواجهتها مجتمعة بينما لم يجد اللاجئون العرب من حكوماتهم سوى ضرورة تكدسهم على الحدود أو بيع الأوهام لهم عبر مراكب الموت لأحضان أوروبا التي يصل منها ما يصل وينجح بينما يغلب على معظمها المصير المحتوم بالموت حتى قبيل الوصول، وعليه لا تخبروننا عن يوم عالمي للاجئين ما لم تحددوا لون وجنسية وهوية هؤلاء اللاجئين فنحن يمكننا أن نقدم لكم أطفالا بشعر أشقر وعيونا ملونة وخدودا موردة حمراء ونظرات باكية متألمة لكنهم يحملون لسانا عربيا وجنسية سورية أو فلسطينية أو عراقية أو لبنانية أو يمنية ولذا يسقط التعاطف معهم هنا، فهؤلاء لا يشبهون أولئك وهؤلاء لا يمكن أن يلقوا ما يلاقونه أولئك فحددوا يوما للاجئي العرب ليمر مرور الكرام وليس لمثل لاجئي أوكرانيا الذي يعيش منهم في حال أفضل مما كان يعيشه في وطنه لأننا عربيا لا نريد أن نعترف بيوم نحن أساسا لا نشعر بأصحابه شيئا ولا بأوضاعهم ولا نملك سوى التعاطف الذي يمر ولا يضر ولا ينفع حتى ولا نترجمه سوى بتبرعات عينية ومادية لا نعلم هل تصل أم لا لأننا نشهد كل مرة نفس الدعوات للتبرع ولا نرى تغيرا لحال هؤلاء نحو الأفضل كما نأمل.ونتمنى ونرجو رغم دعواتنا بضرورة أن تتوفر لهم الأساسيات والكماليات معا لأنهم في دواخلهم قد فقدوا الشعور بحق العودة لأوطانهم ليس لأنهم لا يريدون بل لأن لديهم حكومات وحكومات عربية قد أعطت حقا وأعذارا لضعفها وتهاونها في إعادة حق اللاجئين لهم واستعاضت بتشتيتهم على الحدود بصورة مهينة لا إنسانية صمت العالم المتحضر أمامها، وهو نفس العالم الذي يشيد بيوم عالمي باسم اللاجئين وهو أضعف من أن يضع يوما لهوانه وضآلته في أن يعيد كل لاجئ لوطنه معززا مكرما فهل تعيدونها قليلا في أذهانكم؟! معززا مكرما!.