11 سبتمبر 2025
تسجيلتسمير لون البشرة باستخدام أجهزة التسمير هو عملية يلجأ إليها الكثيرون للحصول على إطلالة صيفية مشرقة كما يعتقدون. وفي السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من الطرق المختلفة لتحقيق تسمير البشرة، بما فيها الأجهزة. ولكن لو وجهنا سؤالاً لمن يقوم باستخدام هذه الأجهزة بقولنا: هل قرأتم عن اضرار استخدام هذه الأجهزة وما قد يسببه التعرض المتكرر للإشعاع الصادر عنها قبل أن تقرروا هذا القرار؟ لكانت الإجابة لعدد كبير منهم: لا. فأغلب ما يهم الشباب والشابات هو اكتساب لونٍ برونزيٍ، من وجهة نظرهم أنه أكثر اشراقاً. فاصحبني تكرما عزيزي القارئ، كي أطلعك على بعض المخاطر، بحسب نتائج بعض الأبحاث، لجهات اكاديمية ووكالات دولية، تابعة لمنظمات عالمية معنية بالصحة. علك تشاركني بنشر الوعي.في عام 2009، وجد خبراء من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، أدلة مهمة على وجود علاقة بين التسمير الاصطناعي وتطور أنواع من سرطان الجلد. وقالت إن التسمير يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 59% في حالة حدوث أول تعرض. وأكدوا أنه خلال العقود الثلاثة الماضية، كانت هناك زيادة ملحوظة في التعرض لهذه المصادر الاصطناعية في شكل أسرّة التسمير. أدت هذه التعرضات المتعمدة إلى زيادة حدوث أنواع رئيسية لسرطان الجلد، كما أنها قللت من عمر الظهور الأول. وتندرج أسرّة التسمير ضمن تصنيف هذه الوكالة، ضمن المجموعة (أ) وهو أعلى تصنيف لخطر الإصابة بالسرطان. وفي ضوء الأدلة الجديدة عام 2016، صرحت اللجنة العلمية التابعة للمفوضية الأوروبية بأن هناك الآن ما يكفي من البيانات طويلة الأجل التي تم جمعها لمعرفة أن استخدام أسرّة الاستلقاء للتشمس (التسمير- التان) مسؤولة عن زيادة ملحوظة من كل من سرطان الجلد الميلانيني وغير الميلانيني وجزء كبير من الأورام الميلانينية الناشئة قبل سن 30. واعتبرت الأشعة الفوق البنفسجية، مادة مسرطنة كاملة، من حيث أنها يمكن أن تبدأ السرطان وتعززه. وقالت إنه لا يوجد شيء إسمه تسمير آمن أو صحي. وبحسب دراسة بريطانية، فإن أجهزة التسمير يمكن أن ينبعث منها إشعاع يكون أكثر بعشر مرات من الأشعة المنبعثة من الشمس، مسببة بذلك حروقا خطيرة في فترة زمنية قصيرة جدا. وما يزيد الأمر خطورة، أن أسرة التسمير لا توافق معايير السلامة في الغالبية العظمى لها، وذلك لمضاعفة كمية الاشعاع الصادرة منها بغية اكساب الزبائن اللون بصورة أسرع، حتى يعتقد المستخدم أفضلية هذا المكان فيعود له عدة مرات، لتكرار الجلسات. وختاما، وبسبب تفشي هذه الممارسات بين الشباب والفتيات في المجتمع، وانتشار التسويق لهذه الأجهزة دون ادراك لخطورتها، فلابد من وجود أطر قانونية تضمن حماية صحة العامة. وقد لا يكون للتشريع المنشود التأثير المطلوب إذا لم يكن هناك نص للرصد الملائم وإنفاذ الامتثال، وكذلك إن لم يكن مصحوبا بتوعية الجمهور. فالهدف المستدام هو تمكين التغيير في الثقافة لدى الأشخاص فيما يتعلق بالتعرض لهذه الأجهزة الاصطناعية من خلال التنظيم والتعليم والتوعية. ويعد تصميم وتنفيذ سياسات وبرامج للتمكين من أخذ خيارات أنماط الحياة الصحية أمرا بالغ الأهمية، للحد من عبء الأمراض غير المعدية. كما أن هناك حاجة إلى تدخلات هادفة لزيادة السلوكيات للسلامة من هذه الأشعة والقضاء على استخدام أجهزة التسمير قبل أن تصبح أجهزة تدمير.