13 سبتمبر 2025

تسجيل

الدعم النفسي في الأوقات الصعبة

21 يونيو 2022

لا تخلو الحياة بطبيعتها من المواقف الصعبة والظروف الحالكة التي يحتاج من يقع رهينتها لدعم نفسي ولإخوة صادقين وأوفياء يقفون مع صاحبها بثبات وصدق ووفاء، ولعله اختبار دنيوي وعظة وعبرة لدى المبتلى لمعرفة أصدقاء الرخاء والمصالح واللهو وأوقات الفراغ من أصدقاء الشدة والأوقات الصعبة يضع كلا الفريقين في كفتي ميزان الحق والوفاء والشهامة، ليعلم بأنه ليس للفريق الذي ثبت معه في الطرق الوعرة والأوقات العصيبة من شبيه وبديل وأن عليه أن يتشبث به ويحافظ عليه مدى الدهر. ولعلنا نذكر قصتين تدور في محور المواقف الأصيلة الصادقة التي لا تنبع إلا من القلوب المحبة النقية، حدثت هاتان القصتان في أعظم زمن وهو زمن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، الأولى لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ففي زمن حادثة الإفك دخلت امرأة من الأنصار على عائشة فوجدتها تبكي فصارت تبكي معها؛ قالت عائشة رضي الله عنها: لا أنساه لها. هذه الأنصارية لم تفعل شيئاً ولم تلفظ كلمة واحدة تخفف على أمنا عائشة رضي الله عنها في مصابها، فمجرد أن بكت لبكائها فقد ثمنت لها ذلك الموقف ولم تنسه لها. القصة الثانية للصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه الذي تخلف عن غزوة تبوك، فلما تاب الله عليه وأقبل فرحاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان جالساً مع صحابته؛ فقام إليه طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه مباركاً ومهنئاً ومعانقاً دون جميع الصحابة الجالسين، قال كعب: فوالله لا أنساها لطلحة. ولا ريب أن استحضار المواقف الصادقة التي لا تُنسى تزيد من أواصر المحبة والوفاء وتضمن استمراريتها لأنها بُنيت على صدق المشاعر والنقاوة وأصالة المواقف، وهذا الأمر من النادر أن نراه في زماننا هذا الذي كثر فيه النفاق والرياء والتصنع من أجل المصالح الدنيوية والمجاملة التي سودت وجه المواقف وجعلتها خالية من المشاعر الصادقة النابعة من القلوب المحبة!. ولعل أكثر منهم بحاجة إلى استحضار المواقف الإيجابية والعِشرة الطيبة هما الزوجان اللذان جمعتهما الذكريات الجميلة والمواقف الصعبة والظروف التي قد تكون عصيبة في بعض مراحلها، وهو الأمر الذي يستدعي منهما أن تستوقفهما تلك المواقف التي تجاوزاها بسلام وحكمة وحسن تصرف فلا مجال لأي خلاف أن يدب بينهما مهما كان حجمه حتى لا يهدما الكيان الذي بنياه بحب وتضحية، وليرخي أحدهما إذا شد الآخر والعكس كذلك وليجعلا كلام الله منهجاً لهم (ولا تنسوا الفضل بينكم). فاصلة أخيرة عند المواقف تتضح معادن الناس؛ فعوّد نفسك على ألا تنصدم أو تتفاجأ من موقف أخ أو صديق أو قريب؛ فكل الذين نحبهم قد يكونون عرضة ليتحولوا لرصاصة بين ليلة وضحاها!. [email protected]