27 أكتوبر 2025

تسجيل

سائح لا يسيح

21 يونيو 2018

عاد جاسم من إجازته السنوية التي قضاها في إحدى الدول الآسيوية التي لم يعتد الناس السفر إليها، فبدأ أصحابه بسؤاله عنها وما شاهده فيها، فذكر لهم بعض الأماكن السياحية. فاستفسر أحدهم عن الوضع الاقتصادي والسياسي للبلد، وعما رآه في البلد الذي نهض بعد الحرب الطاحنة التي مر بها، ولكن جاسم تفاجأ بهذه المعلومات، فهو لا يعرف أي شيء عن تاريخ البلد ولا حتى عن حاضره. فكل ما يعرفه هو الأماكن السياحية التي زارها، والمطاعم العربية التي بحث عنها طويلاً حتى وجدها. الكثير ممن يسافرون للسياحة في بلدان العالم، لا يعرفون حتى ألوان علم البلد الذي يزورنه، فضلاً عن تاريخه وثقافة شعبه. قبل السفر لأي بلد، عليك أن تطلع على تاريخ البلد، لا سيما التاريخ الحديث؛ فهو سيحيطك بنبذة عن حاضر البلد وثقافة أهله. كما ينبغي أن تتعرف على الوضع الاقتصادي للبلد، وأهم صادراته، فهذا سيمنحك تصوراً عن الوضع المعيشي والتعليمي والصحي للسكان، بل وحتى مستوى الأمان في البلد. وأيضاً عليك القراءة عن الوضع السياحي للبلد، وعدد السياح سنوياً، لتعرف مدى معرفتهم باحتياجات السياح، ومدى جاهزيتهم لاستقبالهم. وعندما تكون هناك، خالط أهل البلد. تعرف عليهم وحاول التحدث معهم، وابدأ بالحديث مع سائق التاكسي، فقد يحالفك الحظ وتركب مع شخص متميز في ثقافته. كما أنصحك بتجربة الطعام المحلي في مطعم شعبي، فهنا يجتمع سكان البلد ويتصرفون على طبيعتهم، وليس كما يعاملك موظفو الفندق. وحاول أن تتعلم بعض الكلمات من لغتهم، فهذا من شأنه إزالة الحواجز بينك وبين الآخرين، مما سيفتح لك آفاقاً للحوار. السفر ليس انتقالاً بالجسد من مكان لآخر، بل هو تجربة جديدة بها توسيع للآفاق، وتطوير للمهارات وصقل للشخصية.