18 سبتمبر 2025

تسجيل

من مخاطبة البشر إلى تشخيص البقر!!

21 يونيو 2017

تواصل قنوات الزيف وتزوير الحقائق حملتها ضد قطر، منذ ليل القرصنة البهيم، وان كان الفشل حليفها في كل مرة، بفضل العزيز الحكيم، وإن أقسى ما يؤلمنا أن قناة خليجية الموطن، تسببت في إحداث شرخ في جسد المجتمع الخليجي المتجانس، نتيجة حشد امكاناتها الممولة من مقدرات الشعب، في تحوير الأخبار، وتضليل الرأي العام، مقابل ضعف الوعي لدى فئات عديدة من المشاهدين، وحجبهم عن متابعة قنوات أخرى أكثر موضوعية ومصداقية.ومن باب النصيحة فاني أدعو الزملاء في تلك القنوات إلى احترام عقول الفئات المستهدفة، والتصالح مع محيطهم الخليجي، فإن أمام الجمهور بدائل مؤثرة من الرسائل الإلكترونية (المحترمة) التي تخاطب العقول المميزة والضمائر السوية، التي كفل الله لها حق التفكير والتعبير.وإن تنويع أساليب الطرح مطلوب في مهارات التواصل، لكن هذا المسوغ ليس معناه ان يلجأوا، بعد محاولات عدة، الى أخبار الأمعاء الغليظة والأبقار، ولم يتبق سوى البحث عن بقرة صفراء فاقع لونها، ويبدو أنه اختراع مستجد في فنون الإعلام، لم نمر به أثناء دراستنا نظريات علم الاتصال في دراستنا الجامعية!!.ومما نؤمن به في توجيه رسالة الإعلام، تعزيز المزايا الإيجابية، ومعالجة التأثيرات السلبية، وباعتبارنا شعبا واحدا فإن تفوق وازدهار دولة من دولنا الست يسجل لكل دول الخليج، وهنا أنقل تعليقا للنائب الأردني عبدالله العكايلة، يشير إلى أن قطر تتمتع بدور ومكانة دولية مرموقة، رغم ما يقال عن حجمها الجغرافي والسكاني، مؤكدا أن هذه عبقرية تحسب لها لا عليها، وأن الواجب دعمها وليس الوقوف ضدها. مشيدا بمواقف قطر المشرفة من قضايا الأمة، ورفعها الظلم عن المنكوبين.نحن مطالبون حكاما ورعية، بالمحافظة بامانة ومسؤولية على مكتسبات مجلسنا الخليجي وحمايته من التصدع، وردع كل طامع في أرضنا وتدنيس مقدساتنا، ناظرين نصب أعيننا إلى روابط العقيدة والقربى والمصير، انطلاقا من التوجيه القرآني (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقوله تعالى: (انما المؤمنون اخوة). والترفع عن بذاءات اللسان والسلوك، كما ورد في الحديث الشريف (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء).ونحن نتساءل: ماذا نجني من عرض مسلسل يقدح في سمعة حرائر الخليج، ويظهرهن في صورة مبتذلة، ويصم مجتمعنا بالإرهاب، ويقحم الشقيقتين قطر والكويت في رمزية مرفوضة تتجاوز القوانين والأعراف الدولية، وأين كانت الرقابة عند إجازة هذا المسلسل المريب في مغزاه وتوقيته؟.القناة التي تنشط في تفتيت نسيج شعبنا الواحد، وتخدر عقول البسطاء، وتثير الأحقاد والكراهية، بينما تحوم غرابيبها السود فوق جيفتها النتنة، كيف تكون لها أولوية في المنازل والفنادق، لتخرج لنا جيلا مائعا أو ناقما على أمته؟!!.وحسبنا الله ونعم الوكيل.