12 سبتمبر 2025

تسجيل

سلفى — سناب شات — شهر رمضان

21 يونيو 2016

مع الانفتاح الثقافى والتكنولوجى نواجه العديد من التحديات الثقافية والاجتماعية بمجتمعاتنا العربية والخليجية بحكم تشابه الثقافة والدين وما ي حكم ذلك من قيم ومبادئ دينية وثقافية واحدة وتكاد تختلف فى اطار محدود بحكم العادات والتقاليد التى تختلف منظومتها من دولة لاخرى، وفى ضوء سيطرة التكنولوجيا على العالم الذي اصبح عبارة عن قرية صغيرة وربما احسن البعض استخدامها واساء الكثير توظيفها وسيطرتها بدون وعى ولا دراية كافية على ادق التفاصيل بجوانب حياتنا الاجتماعية والشخصية ولعبت العوامل الاقتصادية دورا كبيرا وسيطرت ثقافة الاستهلاك من زواية اخرى على الاسرة والمجتمع ولتكن الهواتف المتنقلة وعدد البرامج التى نراها كل يوم ومنها سناب شات الذى يرصد كل صغيرة وكبيرة فى حياة الافراد الشخصية وان كان اصبح عبارة عن كاميرا متنقلة للشخص ولم يعد للخصوصية مكان لدى الكبير قبل الصغير، وربما تستغرب وأنت فى هذا الشهر وما يحمله من روحانيات وقدسية اصبح الانشغال الاكبر بعمل موائد الافطار وعدد الاصناف المتواجدة على سفرة الطعام سواء تم عملها بالمنزل أو شرائها بأسعار باهظة من القائمين عليها سواء من خلال الانستجرام او السناب شات، خاصة اذا كانت هناك شخصية ذات مواصفات معينة وكفاءة فى عملية التسويق الثقافى واستخدام الألوان وطرق اللف بطريقة تجذب المجتمع، وبالتالى كلما ارتفع السعر كلما زادت قيمة الشيء فى نظرهم والتباهى بالسعر أكثر من قيمة الشيء نفسه، ويتبعها ديكورات المنزل الرمضانية والتباهى بها بشكل يهلك ميزانية الأسرة ليس من أجل المائدة نفسها ولكن من أجل السناب شات واخذ اجمل المناظر سلفى مع الديكور الرمضانى او التباهى بكمية الطعام الذى تم شراؤه وناهيك عما نراه فى المطاعم والكافيهات من هذه العادات والسلوكيات التى طغت على عقول الكثير وتجد اكبر عدد من الطلبات على طاولة الطعام وفى نهاية الامر من سلفى او سناب شات، ومن المستفيد من وراء كل ذلك بلا وعى فكرى ولادراية عقلية توزن ما يحدث من سلوكيات اصبحت عادة لدى كثير من افراد المجتمع سوى عملية الترويج التسويقية من المحلات واصحاب البزنس الخاص، وما نراه فى مكة المكرمة وانت فى طواف الكعبة ما بين ساجد وباك وتتفاجئ بتصرفات غربية الشأن بأنه تحدث عرقلة فى الطواف مع الزحام الشديد من اجل سلفى او سناب شات وكأنك فى استوديو او فى منطقة سياحية وليس هناك احترام بصورة واعية لقدسية المكان واهمية احترامه بالدرجة الاولى، وعديد من المواقف الساخرة التى اصبحنا نراها من الكبير قبل الصغير واصبحت عادة لدى الكثير ولها نتائج مخزية لاحقا، ومنها على رأس القائمة غياب درجات الوعى العقلى والتقليد الاعمى وسيطرة ثقافة الاستهلاك وتحمل الكثير لأعباء مادية من وراء التقليد الأعمى وغيرها، ولذا فنحن بحاجة ماسة الى درجات كافية من الوعى فى استخدام كافة وسائل التكنولوجيا المتاحة الان والمفترض ان تكون داعمة وهادفة بالاستخدام الامثل لها بما يعود بالنفع العام وتكثيف دور التربويين والاجتماعيين والكتاب وكافة وسائل الاعلام المرئى وغير المرئى حول التقليد الأعمى بدون دراية كافية وإثارة التى تنقل ثقافة استهلاك للأجيال الحالية والقادمة وأن نحافظ على النعم المتاحة لنا فى ظل الأوضاع الراهنة وحرمت منها شعوب أخرى والحفاظ على روحانيات وقدسية هذا الشهر أكبر من الاستهلاك المادى فى صوره المختلفة ونهتم بالمظاهر ونترك الاستثمار الوقتى الفعلى لقيمة الاشياء. وما يحمله هذا الشهر من رحمات ربانية تحتاج الى وقفات لاستغلالها بالصورة الفعلية ربما لا ندرك رمضان القادم ويكون هذا اخر رمضان لنا، ونحن قادرون على ذلك.