29 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الرضا عملية نفسية سهلة، إذا كانت الأمور كما نريد، وصعبة إذا كانت على غير ما نريد، وعلى الإنسان أن يرضي نفسه في كل الأحوال، حتى يحميها من مشاعر السخط والضجر والسأم والملل، والعجز والانهزامية.وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن الراضي أغنى الناس بأفكاره ومشاعره الطيبة فقال: "ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس"، ويشمل الرضا مجالات الحياة: فمن الرضا قبول الإنسان لقدراته وإمكاناته وصحته ولون بشرته وطوله ومظهره، وقبوله لأسرته وممتلكاتها، فيرضى الزوج عن زوجته وأولاده، وترضى الزوجة عن زوجها وأولادها، فالرضا الأسري مصدر تماسك الأسرة وترابطها وسعادة أفرادها.والرضا عن العمل وتقبل مسؤولياته وظروفه من أهم عوامل الصحة والوقاية من الأمراض، وهناك دراسة قام بها "بارماك" على طلبة من الجامعة طلب منهم عمل أشياء مملة، لا يرغبون فيها لاحظ عليهم السأم والتعب والإرهاق والرغبة في النوم، وشكى بعضهم من الصداع وآلام في العيون والمعدة، ومن فحصهم طبيا وجد ارتفاعا في ضغط الدم، وانخفاظا في استهلاك الأكسجين في خلايا الجسم، وعندما أعاد بارماك التجربة وطلب من الطلبة عمل أشياء يحبونها تغيرت حالتهم النفسية والجسمية وظهرت عليهم مظاهر الارتياح، لذا كان على الإنسان أن يرضى بعمله أو يُرضي نفسه به، فإن لم يستطع فعليه أن يغيره من أجل صحته النفسية والجسمية.ويشمل الرضا أيضا تقبل الحياة والاستمتاع بها – في حدود ما أمر به الله - واستحسان ما فيها من نعم وجمال وخير.والرضا في الكروب والمحن والمصائب، يحتاج إلى جهد في ترضية النفس بها، باعتبارها أمورا محتومة، لا تدخل تحت إرادتنا ولا نملك تغييرها وهي نافذة رضينا أم لم نرض.ومن أفضل درجات الرضا، رضا الإنسان عن ربه ففيه توكل على الله وثقة فيه، وطاعة لأمره وتسليم بقضائه، فالرضا عن الله يشغل الذهن بأفكار ومشاعر السعادة التي تعطي للإنسان قوة وأمنا وطمأنينة، لا يحصل عليها أي مصدر آخر.