31 أكتوبر 2025
تسجيلفي البداية نبارك للجميع شهر رمضان رغم مرور منتصفه، ونحمد الله أن من علينا بصيامه وسط الأهل والأصدقاء، وفي بلادنا التي تعيش أجواء هذا الشهر الروحانية التي لا يمكن أن تشعر بها في الدول الغربية رغم محاولة المسلمين هناك إشاعة روحانية رمضان على حياتهم، وتطبيق العادات والتقاليد الرمضانية ووجود المساجد التي يتجمع فيها المسلمون ويحاولون إضفاء جو هذا الشهر المبارك حولها، إضافة إلى أن من قدر الله عليه أن يكون هناك لسبب ما كان للهجرة والإقامة الطويلة والتهجير القسري من دولهم أو النزوح أو للعلاج أو للدراسة، يحاول أن يتأقلم مع أجواء تلك الدول ويتعايش معها ولكنه لا ينسى عادات رمضان. في هذا الشهر يكثر الكلام والانتقاد للعديد من الظواهر التي ابتدعها الناس في رمضان أو اضافوها على بعض عاداته مثل التجهيز للشهر بشراء الأواني الجديدة وتزيين البيوت وتفصيل الملابس الخاصة بهذا الشهر وخاصة السيدات اللاتي ابتدعن موديلات كثيرة وزعمن أنها خاصة لرمضان بالإضافة إلى ما يحدث من إسراف وتبذير في حفلات الإفطار أو الغبقة كما نسميها وهي الولائم في العشاء ناهيك عن زيادة الإنفاق على عادة (الكرنكعوه) وابتداع الاحتفال بها في تزيين البيوت وإقامة الولائم وتقديم الهدايا التي تكلف الكثير بعد أن كانت عبارة عن عادة جميلة للأطفال يتلقون فيها الحلوى والمكسرات البسيطة من الأهل والأصدقاء.إن كل هذا النقد والكلام لا يمكن أن يؤثر في من كان مقتنعا بما يفعل ومدركا ما يفعل لأنه يعتبر ذلك من الرفاهية والاستمتاع بالتفنن في الكثير من الأمور، فلنترك الخلق للخالق ونركز في أنفسنا في هذا الشهر فيما نفعل وندرك ما يعني شهر رمضان وما يعني الصوم فيه وما يتوجب فيه من صيام صحيح لا رفث فيه ولا صخب، واتباع روحانية هذا الشهر المبارك من محاولة تغيير النفس إلى الأفضل وتغيير العادات المرفوضة التي كنا نقوم بها والتزود بالإيمان بالله عز وجل وما يتبع ذلك من عبادات وفرائض وتنقية النفس من الشوائب ومعاهدتها على عدم العودة للسابق من الأفعال، بالإضافة إلى محاولة النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمرفوض في الدين، وأخذ إجازة من المشاغل الدنيوية لمدة شهر نبحث داخل أنفسنا عن دواخلنا ونصحح ما عطب منها لأن الله عز وجل في حديث قدسي خص الصيام بأنه له ليجزي به فقال تعالى "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة" وليتقبل الله صيامكم وقيامكم، وبذلك لا نفسد صيامنا بمتابعة الآخرين ونخرج من هذا الشهر وقد حصلنا على الحسنات والجوائز من الله تعالى.