09 سبتمبر 2025
تسجيلانعقدت القمة العربية الـ 33 في المنامة عاصمة مملكة البحرين في ظروف بالغة الخطورة على العرب جميعا إما يكونون أو لا يكونون، وشارك فيها معظم القادة العرب وغاب عنها عدد منهم وقد أنابوا عنهم أقرب المسؤولين إليهم وهذا التغيب هو عادة ليست حميدة خاصة في ظروف في غاية الخطورة تحيط بالوطن العربي وبقياداته ومستقبله. (2) تابعت كغيري من الذين يحملون هموم وآلام أمتهم العربية وقائع قمة البحرين العربية ورحت أنصت بكل حواسي لكلمات قادتنا الميامين وضيوف القمة والحق أنها كلمات معبرة بصياغات ممتازة تلامس هموم أمتنا. ظننت أن قادة الدول التي لها علاقات مع الكيان الإسرائيلي سيسجلون أسماءهم بأحرف من ذهب في التاريخ العربي ويعلنون قطع العلاقة السياسية بالكيان وسحب سفرائهم من تل أبيب وطرد السفارات الإسرائيلية من العواصم العربية. ولكن خاب ظني واقشعر بدني عندما سمعت الدعوة إلى مؤتمر دولي خاص للسلام وكأن إسرائيل تبحث عن سلام، عندها أيقنت أن بعض ولاة الأمر فينا لا يعرفون التاريخ وعبره ويا للهول من عبر التاريخ !! وسمعت كلمات محشوة بوعود بلا وفاء ولا احترام لعقلية الأمة العربية، كانت كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أبوالغيط في أدنى مستوى سياسي وكنا نتوقع أن يكون خطابه في مستوى حال الأمة الراهن وخطابات من سبقوه من إخوانه المصريين الذين دائما لهم منصب الأمين العام للجامعة العربية، بحق أو بدون حق، لكنه كان خطابا مخيبا للآمال، إنه بلا مضمون، إنه خطاب إنشائي محشو بعبارات سياسية لا رابط بينها إضافة إلى أخطاء في اللغة العربية جاوزت نصف مليون غلطة لغوية. والحق أن خطاب الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش البرتغالي الحسب والنسب والذي في مقدمة كلمته عبر عن اعتزازه بمآثر العرب في الأندلس العربية والتي كانت البرتغال أحد اقاليمها أو محافظاتها كان أبلغ وأفصح وأقوى حجة وقولا وهو يتحدث عن فلسطين ومأساة الشعب الفلسطيني وتعنت القيادات الصهيونية في تل أبيب ويدعو العرب إلى الوحدة. (3) محمود عباس، كنا نتوقع أنه عاد إلى الرشد بعد ما رأى الحراك العالمي لصالح فلسطين وسماعه خطاب أمين عام الأمم المتحدة غوتيريش البرتغالي الجنسية وخطاب رئيس المفوضية الأفريقية السيد موسى فقي محمد الذي كان من أبلغ المتحدثين في القمة العربية عن حال الشعب الفلسطيني ومآسيه وراح يشيد بمواقف قطر من القضية الفلسطينية أثناء الحرب على غزة وما قبلها. لقد ظهر محمود عباس في صورة متلفزة نائما يتمايل رأسه من شدة النعاس ويقيني بأنه لم يستمع إلى أي خطاب في تلك الجلسة وعندما فاق من غفوته راح يكيل عبارات اللوم والإدانة مباشرة وغير مباشرة لصمود المقاومة الوطنية الفلسطينية التي صمدت ثمانية أشهر في وجه أعتى وأقوى جيش بعد جيش الولايات المتحدة الأمريكية والمجهز بأحدث الأسلحة والأشد فتكا بأهلنا في فلسطين، راح عباس ينحي باللائمة على الحكام العرب بأنهم لم يساندوا سلطته بالمال في الوقت نفسه كانت إسرائيل تعبث بالضفة الغربية أرضا ومواطنين، بل ذهب بعض جنده «تربية دايتون» إلى قتل رجال المقاومة في الضفة الغربية لأنهم يتصدون لجحافل جيش العدو الإسرائيلي وقطعان المستوطنات الذين يفتكون بأهلنا في مملكة محمود عباس «الضفة الغربية». والسؤال الذي يجب طرحه لماذا على القادة العرب تقديم دعم مالي للسلطة العباسية التي تحمي إسرائيل من انتفاضة الشعب الفلسطيني، إسرائيل هي المفروض عليها أن تقدم له دعما ماليا لأن 70 ألف مسلح من قوات عباس تحمي قطعان المستوطنات وحماية اقتحامات جيش العدو الصهيوني لمخيمات ومدن الضفة الغربية من غضب وثورة أهلنا في الضفة والقدس. وعلينا مطالبة حكامنا الميامين بعدم تقديم أي دعم مالي أو معنوي لهذه السلطة الوهمية. (4) لقد غاب الكثير من المواقف في خطابات الزعماء العرب الذين تحدثوا أمام قمة البحرين كالإشادة بموقف حكومة جنوب أفريقيا وما قامت به ومرافعاتها أمام محكمة العدل الدولية ضد العدوان الصهيو ـ أمريكي على قطاع غزة ووصمهم بعصابة مسلحة ترتكب جرائم إبادة جماعية ضد أهلنا في غزة تحت سمع وبصر العالم، حتى زعيم سلطة رام الله ولم يشر إلى ذلك الجهد الأفريقي العظيم، لم يشر في خطب قادتنا الميامين إلى المواقف المشرفة لبعض دول أمريكا اللاتينية الذين سحبوا سفراءهم من تل أبيب وقطعوا علاقاتهم بذلك الكيان العنصري التوسعي الاستيطاني احتجاجا على العدوان على غزة، محمود عباس لم يشر ولو بكلمة واحدة تعبر عن الشكر والتقدير للشعوب التي ما برحت تغص بها شوارع عواصم العالم الحر وحراك طلاب جامعات أمريكا وأوروبا وبعض دول آسيا وأفريقيا لمناصرتهم للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وإدانتهم للعدوان على أهلنا في غزة ومطالبتهم المجتمع الدولي بالضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف الحرب والانسحاب من غزة. هؤلاء الطلاب هم قادة المستقبل في دولهم، أفلا يتوجب على السلطة الفلسطينية الإشادة بهم وجهودهم والتضحيات التي يقدمونها دفاعا عن الشعب الفلسطيني الشجاع. آخر القول: صدر بيان ختامي عن قمة البحرين جيد الصياغة لكن مع الأسف الشديد بيان حبر على ورق، إنه كرعود صيف لا تسقط المطر.