17 سبتمبر 2025

تسجيل

تيتي تيتي!

21 مايو 2023

وانقضت القمة كما هو شأن القمم العربية التي سبقتها بحضور غاب عنه بعض الرؤساء العرب وببيان ختامي معهود لم يخل من عبارات الرفض والاستنكار والنغمة التي اعتدنا على سماعها دون اتخاذ ما يمكن للشعوب العربية أن تقول إنها قمة استثنائية من كل شيء وإن كانت استثنائية فعلا من وجه واحد وهو الحضور الأول لرئيس النظام السوري بشار الأسد بعد قطيعة دامت سنوات طويلة عن حضور التجمعات والمحافل العربية الرسمية لا سيما القمم العربية وإلقائه لكلمة أعتبرها حقيقة مثل كلمة ملغومة بما يمكن في الواقع ألا نتقبلها كشعوب عاصرت وتعايش الوضع المأساوي للشعب السوري الذي حصدت قوات بشار مئات الآلاف من أرواح أبنائه إما بغاراته الصاروخية أو بقنابله الكيماوية المسمومة التي نازع على إثرها الآلاف من الأطفال أرواحهم قبل أن يسلموا الروح لبارئها في مقاطع وصور صادمة هزت العالم الذي وقف مثل الصنم لا يحرك ساكنا يذكر وشردت الملايين منهم عن منازلهم وأملاكهم ومدنهم ومحافظاتهم وجعلتهم يسكنون الخيام البالية وينتظرون إعانات قد تصل لهم وقد لا تصل وقد تكفيهم وقد لا تكفي بلا وطن ولا هوية ولا مستقبل ولا دراسة ولا رعاية صحية ودواء أو غذاء فكيف بعد هذا يمكن أن يلقى أبواب الشعوب العربية مشرعة لاستقباله أو تحيته على ظهوره البارز الذي كان عليه وهو يدخل قاعة القمة قبيل بدئها أو حتى قبل أن يُعطى له الإذن بالكلمة التي بدا بها فصيحا للأمانة كما هي عادته دائما ولكن دون روح مصداقية يمكن أن تترافق مع هذه الفصاحة الجوفاء التي تضمنتها أيضا هجوما مبطنا على بعض الجهات وقد تكون دولا دون أن يفصح عن اسمها مباشرة لكن المتلقي والذي لا يمكن أن يستهان بعقله في عصر الخذلان العربي لقضايانا المعلقة والتي بدأت في التزايد عوضا عن إنقاصها من الروزنامة عرف جيدا من قصد بشار بهذه الكلمات التي يبدو أنه اختزلها طويلا حتى لحظة انعقاد هذه القمة التي أجمع العرب قبلها في الاجتماع الوزاري المسبق والممهد لانعقاد الرؤساء على ضرورة عودة سوريا لمقعدها في الجامعة بعد سعي ملحوظ واستماتة لا يمكن أن تسقط من عين المراقب العربي من قبل أمينها (أبو الغيط) الذي بدا مرتاحا من نجاح مساعيه بالإضافة لبعض الدول التي أقامت علاقاتها الدبلوماسية والشخصية مع هذا النظام حتى قبل الموافقة بالإجماع على عودتها للمظلة العربية بمشاركة دولة قطر التي فضلت ألا تخرج عن هذا الإجماع كدولة تحث دائما على الاصطفاف العربي المنشود والذي يرقى لآمال الشعوب المرهقة من كثرة التخاذل الذي تعايشه منذ عقود طويلة. ولم يكن هذا هو الاستثناء الوحيد الذي شهدته القمة ( صوريا ) بل أن حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الذي تتعرض بلاده منذ أكثر من سنة لحرب ضروس مع الدب الروسي العنيد والذي يفوقها مقدرة عسكرية وخطط حرب ملتوية يمكن أن يعد استثناء آخر لا يقل غرابة فالرجل اعتلى منصة الحديث وخاطب العرب موضحا الظلم الذي تتعرض له بلاده جراء الحرب غير المتكافئة مع روسيا وحاول استذلال عاطفتهم لاتخاذ مواقف إيجابية معه ولكنه تناسى أن العرب الذي تقف قضية فلسطين منذ 72 سنة شامخة في ملفات العرب وسنوات القضايا السورية واليمنية والليبية والصومالية والسودانية واللبنانية والعراقية تراوح مكانها في هذه الملفات في تبادل الأدوار لم يستطع العرب مجتمعون حلها أو مواربة الباب لحلها ولم تُستنزف الأموال العربية للتخفيف منها حتى ليأتي زيلنسكي ويضاعف ثقل هذا الملف بل إنه كيف فكر بأن العرب يمكن أن يضحوا بعلاقاتهم مع روسيا لاجله ولذا ( تيتي تيتي زي مارحتي جيتي ) كما نتندر نحن العرب في هذا المثل الطريف ومع كل هذا دعوني أختم مقالي بأن للشرف قرينا هو قطر ولفهمكم كفاية.