14 سبتمبر 2025

تسجيل

نواحٌ وصياحٌ والسبب قطر!

21 مايو 2019

بصوت متهجد مترنح باك شاك كعادته واصل وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير إسطوانته المشروخة وعقدة بلاده الأزلية في الشكوى من قطر وماذا نريد من قطر وماذا يجب أن تفعله قطر وشروطنا للتصالح مع قطر وما تفعله قطر حتى الآن يمنع حدوث هذا التصالح ! من المؤسف أن الجبير ورغم منصبه الذي كان كوزير للخارجية والحالي كوزير للشؤون الخارجية، ولا تسألوا جاهلة مثلي في الفرق بينهما، خصوصاً في بلد مثل السعودية تعين رجلا كان في يوم من الأيام معتقلا في الريتز كارلتون وربما كان معلقا من رجليه وخرج بتسوية مالية مليارية لقاء حريته وزيرا للخارجية، ثم بفترة قصيرة يختفي الرجل ويعود الجبير المتلعثم لتصدر المشهد مرة أخرى، ويعود الحديث الممل الذي يجيده الجبير ليس لقوة الحجة فيه ولكن لأنه بات الشخص الذي يلقى في وجه المدفع عند الحديث عن قطر، ويصر حتى هذه اللحظة على المضي في هذه المسرحية الهزلية والتي لا أظن أن الجبير بات سعيداً وهو يؤدي دور البطولة فيها، خصوصاً وأن كابوس قطر لا يبدو أنه سينتهي من حياته مادام كل الحديث الجبيري فيه هو عن دعم قطر للإرهاب،وأن قطر منصة للإرهاب، وإلى آخر هذه الترهات التي نسمعها منذ ما يقارب العامين من عمر حصار هذه الدول لدولة قطر، دون أن تستطيع تقديم دليل واحد يثبت ادعاءاتها الباطلة، وفي نفس الوقت تخرج الرياض لنا بدعوة ملكية من عاهلها الملك سلمان يدعو فيها قيادات دول الخليج، من بينها قيادة وحكومة قطر، لحضور اجتماع طارئ في مكة المكرمة لبحث التصعيدات السياسية الخطيرة التي تتعرض لها منطقة الخليج، لا سيما الخطر الإيراني على السعودية وتفاقم الوضع مع طهران! فهل كان من المعقول أن تخرج الرياض بهذه الدعوة (الملتوية) التي تنم عن خوف سعودي فعلي من إيران التي واجهت التهديدات الأمريكية بصلابة لا تخطئها العين، أدت في النهاية إلى رضوخ واشنطن رغم التحركات العسكرية التي كانت بالنسبة للمراقبين عملية (تهويش) لم تزد عن أسابيع قليلة، عادت بعدها واشنطن للتحدث بلسان وجوب التفاوض مع إيران، وأن المنطقة لا تتحمل المزيد من التصعيد، كما خصص البيت الأبيض رقماً خاصا لإيران في حال أرادت إيران الاتصال مباشرة بالرئيس الأمريكي وبدء التفاوض معه لحل الأزمة العالقة بين البلدين، ولذا وجدت الرياض نفسها في حيص بيص بعد أن كانت معتمدة بشكل كامل على أن يترجم ترامب تهديداته ويغزو إيران ويحيلها رمادا بعد عين ويفك الرياض من شرها المستمر عليها، ولكن كل ما حلمت به السعودية في أن يختلف ترامب عن باقي أقرانه من الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه ويحيل حلمهم إلى واقع كان هباء منثورا، بعد أن اقتنع ترامب بحديث مستشاريه له بأن التصعيد العسكري ضد إيران يمكن أن يفقدهم في الجهة المقابلة دجاجة تفقس لهم في كل يوم مئة بيضة ذهبية، وأعني هنا السعودية التي يواجهها ترامب كل يوم بحديث صريح واضح، وهو أنها يجب أن تدفع مقابل حمايتها من إيران المليارات باعتبارها الدولة الأغنى على الإطلاق، ولا يخفي ترامب من القول علنا وجهرا في تسمية الملك سلمان باسمه ليقول له ادفع! فكيف على واشنطن أن تغلق هذا الباب الذي قال ترامب أنه سيمكّن ملايين الأمريكيين من الوظائف والأموال؟! ولذا ليس على الرياض أن تستمر في تناقضاتها حيال قطر، وهي التي تعلم أن الدوحة حافظت بفضل قيادتها وحكمتها من إمساك عصا العلاقات السياسية مع المتناحرين من جانب إيران وجانب أمريكا –وإن كنت أشك شخصيا أن هناك تناحر فعلي وصريح بينهما– وأنها يمكن أن تدخل بوساطة لتخفيف هذا التصعيد. وفي المقابل يتصدر المرتبك الجبير المشهد ليواصل افتراءات بلاده غير المدعومة بأي دليل على صحة ما يقول، ويواصل هجومه على الدوحة في شكل يجعلنا نضحك من شكواه، وفي نفس الوقت نسأل هل عاد وزير الخارجية إبراهيم العساف إلى الريتز بعد أن امتنع عن دفع فديته؟! هو سؤال تهكمي طبعا! فاصلة أخيرة: عظيمة يا قطر.. قضيتك فعلا صغيرة جدا جدا جدا! [email protected]