13 أكتوبر 2025
تسجيلفي الآونة الأخيرة أثيرت قضية مهمة في مسار العملية التعليمية ومسار الحياة عامة وخاصة أنها تمس عقيدتنا وديننا حيث قامت وزارة التعليم والتعليم العالي بتقليل حصص التربية الإسلامية أو ما يطلق عليها مادة الشرعية وزادت حصص المواد الأخرى. كيف يتم تقليص الحصص وهي التي تؤسس الدين في نفوس الأبناء؟ وخاصة في هذه السنوات التي كثرت فيها مشاغل الوالدين مما جعلهم يبتعدون عن غرس تعاليم الدين في نفوس أبنائهم فلم يعد الابن يرى والده يذهب إلى المسجد ويأخذه معه إلا من رحم ربي ولم تعد الطفلة تقلد والدتها وتلبس الغطاء على رأسها وتجلس على السجادة مع والدتها لأنها نادرا ما تراها تصلي بل إن الحفظ والتلاوة تتم من خلال الكتب وليس من المصحف حتى يتعرف الطفل عليه ويتعلق به . إن مثل هذا القرار غير موفق ويضر أكثر مما ينفع حيث إن هناك الكثير من المعلومات والقيم والتي من المفروض أن يتعلمها الطفل قد تختفي ، فمادة الشرعية كانت أكثر من كتاب في السابق من بينها التوحيد والفقه والسيرة والحديث والتلاوة والحفظ وكانت تضم المعلومات التي تثري العقل وتعطي الطالب كمية من التفقه في دينه ولا يحتاج أن يبحث عن العديد من الأسئلة التي تشغله في أمور دينه عند أحد بل يجدها واضحة ومشروحة بشكل جيد في تلك الكتب ، وإذا استدعى الأمر أن تخفف الكتب وتضم في كتاب واحد فالأولى أن نهتم بأن نوليها الرعاية وتضمينها المفيد من أمور العقيدة والدين وسيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ونكثف حصص هذه المادة المهمة ،فيكفي أن أولادنا كثرت لديهم الملهيات التي شغلت أوقاتهم وأبعدتهم عن أداء فروض ربهم واتباع الصواب في أمور حياتهم والتي تنبع من ديننا الحنيف ،فتراهم في شكل غيبوبة وهم يسيرون في المجمعات والأسواق وعقولهم وأعينهم معلقة بما في آذانهم وجل يومهم يقضونه ما بين الأجهزة الإلكترونية وما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز ونسوا أو لنقل تناسوا أسباب وجودهم في الحياة أن يعبدوا الله تعالى ويسيروا على نهج وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لذا فهؤلاء الأبناء وخاصة في المراحل التعليمية الأولى بحاجة ماسة إلى تعلم دينهم وحفظ وتلاوة كتاب الله ويكفينا ما نراه من التهافت على إلحاق البعض من أولياء الأمور أبناءهم في المدارس الخاصة التي لا تعطي هذه المادة أي أهمية . فالأولى بالدولة متمثلة في وزارة التعليم الاهتمام بمادة أساسية في حياتنا تمثل جوهر حياتنا وخاصة أن المؤسسات الأخرى ومنها وسائل الإعلام ابتعدت عن تقديم البرامج والأنشطة الدينية التي توضح للأبناء هذا الجوهر من العقائد والقيم والمبادئ ولم تعد تبث إلا الغث بل إنها تدس السم في الدسم لهم من خلال المسلسلات الخالية من مضامين هادفة وبرامج سطحية تنمي فيهم المادية والخواء الروحي والعنف والاستهتار والسلوكيات الخاطئة التي تسمم أفكارهم وتشكل اتجاهاتهم ،وللأسف قلت أيضا حلقات تحفيظ القرآن في المساجد . إن أبناءنا لهم حق علينا أن نغرس في نفوسهم الدين الصحيح القائم على الاعتدال الذي يؤدي فيه الابن ما عليه من واجبات ويتفهم ما يقوم به ويترسخ في ذهنه معالم العقيدة الصحيحة والسليمة وكل ما أتى به هذا الدين الحنيف ، والمؤمل من القائمين على العملية التعليمية وعلى رأسهم سعادة وزير التعليم والتعليم العالي إعادة النظر في ذلك القرار الخاص بتقليص حصص مادة الشرعية وزيادة جرعة المعلومات فيها حتى نعظم قيمة هذا الدين في نفوس أبنائنا ليفتخروا أنهم مسلمون . [email protected]