13 سبتمبر 2025
تسجيلتحتفل قطر في الخامس من يونيو القادم بمرور عام على كشف خيوط التآمر والغدر الذي حاكته دول يربطنا بها وشائج قربى وتاريخ مشترك قلبته رأساً على عقب لتكشر عن أنيابها وتظهر الجانب الحقيقي من نزواتها الشيطانية للسيطرة على ثروات قطر عبر التهديد والابتزاز والنية الجامحة للقيام بغزو عسكري أفشلته الإرادة الإلهية ثم الوقفة الصادقة للمجتمع الدولي الذي رفض هذه المهزلة التي بُنيت على افتراءات وكذب وبهتان !! ورب ضارة نافعة ؛ فلقد شمّر القطريون منذ أول يوم من الحصار الجائر عن سواعدهم وأثبتوا للعالم كله يقين مقولة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى عندما قال في افتتاح دور الانعقاد العادي السادس والأربعين لمجلس الشورى ( نحن لا نخشى مقاطعة هذه الدول لنا ، فنحن بألف خير من دونها ) وهو ما تبيّن لنا وللعالم أجمع بأننا بالفعل لسنا بحاجة لهم بعد أن نفذت قطر خططها الطموحة التي تم إنجازها في أشهر قليلة للعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الاستهلاكية التي كنّا في السابق نستوردها من دول الحصار حتى بتنا نحن ولله الحمد اليوم على استعداد تام للتصدير لهم دون التفكير مُطلقاً أن نعود لما كنّا عليه سابقاً مستوردين ومستهلكين يعتمدون على بضائع جيران تحكمهم أهواؤهم ونياتهم الغادرة !! ورأينا جميعاً كيف كانت السهام التي تُطلقها دول الحصار ترتد إليهم بفضائح وانتكاسات اقتصادية وسياسية جعلتهم ينشغلون في تفاصيلها رغم محاولاتهم العديدة في إقحام قطر في أي أزمة تحدث لهم في صورة أشبه ما يكون بمسلسل كوميدي فاشل تبدأ حلقاته وتنتهي بسخرية وسخط جماهيري على كل ما تناولته حلقاته من سفاهة وكذب لا يحتمله حتى عقل الطفل الصغير! ولعل المواقف التي كشفتها الأزمة الخليجية لدول الحصار ولاسيما صفقة القرن وما سبقها من تسارع للتطبيع مع الكيان الصهيوني وما تبعه من مواقف مخزية بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس والتمثيل المخجل لهذه الدول في قمة إسطنبول الإسلامية لمناقشة قضية القدس وما يتعرض له أهل غزة وكافة المناطق الفلسطينية المحتلة من عمليات تنكيل وإجرام وتعسف صهيوني ، وهو الأمر الذي لم يعد مستغرباً أبداً في إشارة إلى تهاون وتقديم تنازلات كبيرة من قبلهم من أجل إرضاء أمريكا وعمل المستحيل من أجل عدم المساس بسيادة الدولة العبرية !! وبهذا يصبح الحامي والدرع الأول للدفاع عن الكيان الصهيوني هم المتصهينين العرب الذين كانوا في السابق يسرّون هذا الأمر في نفوسهم ولكن بعدما آلت الأمور إلى لغة الابتزاز وسياسة ألأمر الواقع التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب على حليفته ( الحلوب ) السعودية ومن رسمت لها خارطة طريقها إمارة الشر أبوظبي فإن الأمر لم يعد خافياً في السر بل أصبح مُعلناً يُجاهرون به ويتسابقون للإعلان عن فرض مراسم السمع والطاعة حتى لو كان هذا على حساب مقدساتنا الإسلامية ليكون الأقصى أولاً ثم يتبعه الحرمان الشريفان اللذان باتا بمثابة ملكية خاصة للأسرة المالكة السعودية يسمحون لمن أرادوا ويمنعون من يريدون !! فاصلة أخيرة اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك ، وقادرٌ عليه أينما لجأ ، فمعاذ المظلوم بك ، وتوكل المقهور عليك ، فأنصفنا ممن منعنا من العمرة في شهر رمضان وحج بيتك العتيق .