23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الأزمة الأخلاقية أصبحت وباء ملازما يعاني منها الكثير من المجتمعات، وما هذه العاصفة التي اجتاحت مجتمعاتنا العربية من الحروب والانقلابات والصراعات إلا نتيجة تلك الأزمة، وما زلنا نتحمل آثارها، وفقدنا الأمن والأمان، وانصهرت المفاهيم والقيم الأخلاقية في أتون المادة والبحث عنها، وليس أدل على ذلك من القرية الآمنة التي ذكرت في القرآن. والتي قال عنها. سبحانه (فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) ..... ولا شك أن الأخلاق وسيادتها هما محورا الثقافة والحضارة لأي مجتمع، فبقدر ما تعلو قيم المجتمع وأخلاقياته بقدر ما تعلو حضارتها وثقافتها، فكم من أمة كافرة سادت وعلت بتوازنها الأخلاقي، وكم من أمة مسلمة ضاعت وقهرت وذلت بفقدانها أخلاقياتها، والواقع المجتمعي العربي خير شاهد . ...... في كلمتها التي ألقتها في حفل تخريج دفعة 2017 من خريجي جامعات المدينة التعليمية الذي أقامته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أطلقت الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس إدارة المؤسسة جائزة تحمل اسم "أخلاقنا" ستمنح لمن هم على خلق عظيم من الشباب، لتنضم إلى قافلة الجوائز التقديرية والتشجيعية التي تمنحها الدولة للمتميزين سنويا ،في مختلف المجالات على المستويين الداخلي والخارجي. ...... توجه طيب نحو ضرورة التقويم الأخلاقي للشباب، وتعزيز مفاهيم السمة الأخلاقية، في سلوكيات الشباب وخلق التنافس الأخلاقي في الشخصية الشبابية، وتشكر سموها ،على تلك المبادرة ،في زمن يتطلب المتابعة والمراقبة والتوجيه والتقويم ،من الأسرة والمدرسة ، مع التغيير السكاني وانتشار الثقافات والسلوكيات والأخلاقيات المتنوعة ومدى تأثير ذلك على شخصية الكثير من الشباب باختلاف الجنسين ، بالإضافة إلى التأثير الإعلامي باختلاف وسائله ، نتيجة فقدان تطبيق المنظومة الأخلاقية الدينية، على أسلوب الحياة التي يعيشها الشباب، في البيت في العمل في الشارع في المدرسة، بالإضافة إلى افتقاد القدوة المتزنة والقدوة الوظيفية التي يقتدي بهما. ..... جائزة استثنائية تحمل سمات كبيرة. متى ما تم إرساء معاييرها، والإعلان عنها، وكيفية قياسها، وتطبيقها في الواقع، أزاحت الستار عن المفهوم العام للجوائز المألوفة التي تمنحها الدول للمتفوقين والفائزين والأوائل في شتى المجالات العلمية والبحثية والأدبية والاقتصادية والفنية والطبية وغيرها ، لتخاطب الأخلاق الإنسانية ، وتعزز دورها من أجل مجتمع فضيل قائم على المفاهيم الأخلاقية والسلوكية ، كما ينبغي أن يكون عليه وفق ما يحثنا عليه ديننا، ووفق المكارم والمعايير الأخلاقية التي من أجلها بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .... إن الشباب الآن يعيشون في متناقضات الحياة ما بين امتداد مادي تحكمه التطورات الهائلة في الوسائل التكنولوجية وما قد تبثه من مضامين إباحية، وأفكار منحرفة، وسلوكيات سلبية، مِما يضاعف من التحديات التي تواجه الشباب ، وما بين غياب القدوة والتوجيه والمراقبة في البيت والمدرسة والعمل، وما بينهما تضيع القيم والمثل الأخلاقية والدينية، لذلك لا نستبعد سيادة الظلم، وغياب العدالة ،وفقدان النزاهة ، وضياع الأمانة الوظيفية كما لا نستبعد تفشي النفاق والعصبية القبلية ،والفساد الأخلاقي والسلوكي وتحقير الآخر، والإسراف والتبذير، وغيرها من السلوكيات السلبية، التي تدخل جميعها في النطاق الأخلاقي الإنساني. ... وما تلك الجائزة في مضمونها إلا لتعزيز الأخلاق، ودعم القيم الإسلامية، ومعها نأمل أن تعود التربية ومسماها إلى التعليم في مدارسنا، لتعود القيم والتربية الأخلاقية إلى قوتها وهيبتها ، وزرعها في نفوس أبنائنا ، ومحاسبة من يتجاوزها، ولا يغيب عنا ما يحدث في مدارسنا اليوم من ظواهر سلبية تتنافى مع قيمنا الدينية وأخلاقياتنا، "كالإيمو" " والبويات " " والتنمر " ،" والإعجاب " " والسويكة " والاستهانة بالمعلم، والعبث بالممتلكات المدرسية وغيرها من السلوكيات التي تعاني منها أغلب الجامعات والمدارس وخاصة الثانوية. وجميعها نتاج ثقافة العنف والكبت والتفكك الأسري، والوسائل التواصلية الهادفة لهدم الفكر والخلق وغيرها من العوامل المؤثرة على سلوكيات الشباب وأخلاقهم، بالإضافة إلى ضعف تطبيق الوازع الديني. ..... لذلك لابد أن تكون الصحافة والإعلام والوسائط المجتمعية شريكا لتدعيم المنظومة الأخلاقية المجتمعية، وترسيخ القيم الإسلامية السامية والنبيلة في المجتمع، في نشر ما هو صالح وموثوق ودقيق وخير والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى التفرقة والفساد والعنصرية والعنف والفتن، تدعيما للجائزة " أخلاقنا " فالدعوة إلى الأخلاق النبيلة تحتاج إلى شراكة، كما تحتاج إلى وجود القدوة، وإلى الارتباط بالخالق الذي هو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد .