28 أكتوبر 2025

تسجيل

من أعظم دروس الإسراء والمعراج

21 مايو 2015

1- الاهتمام بالمسجد الأقصىفقد وقعت هذه الرحلة من بقعة مباركة "إن أوَّل بيت وُضع للناس للذي ببكة مباركاً"1[1]" إلى بقعة مباركة "إلى المسجد الأقصي الذي باركنا حوله"2[2]، وفي ذلك إشعار بأهمية هذا المكان، فقد كانت القدرة صالحة للعروج به صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام مباشرة إلى سدرة المنتهى، ولكن قدَّر الله تعالى هذه الوقفة في الأقصى للإشعار بالرابطة بين هذين الحرمين وهاتين البقعتين من أرض الله تعالي، وفي شق الوحي الثاني السنة النبوية هذا الربط في الصحيح "لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى"3[3] هذه الرحلة كانت من أول مسجد وضع في الأرض إلى ثاني مسجد وضع في الأرض في الصحيح عَنْ أَبي ذَرَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الأَقْصَىَ» قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ عَاماً ...»4[4]. 2- البشارة بانتشار الإسلام من الثابت تاريخياً أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقت الإسراء به لم يكن الإسلام قد دخل هذه المنطقة من أرض الله عـزَّ وجلَّ، فكان وصوله صلى الله عليه وآله وسلم إليها وعروجه منها بشارة بوصول الإسلام إليها ثُمَّ رؤية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لنهري دجلة والفرات "وإذا أربعةُ أنهارٍ: نهران باطنان ونهرانِ ظاهران. فقلتُ: ما هذانِ يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهرانِ في الجنة، وأما الظاهرانِ فالنيلُ والفُرات". كان ذلك إيذاناً ببلوغ الإسلام هذه المنطقة والبلاد الواقعة على ضفاف هذين النهرين، وقد كان ذلك، بل إلى ما هو أبعد من ذلك. وتلك واحدة من البشارات المبشرات بانتشار الإسلام وعلامة من علامات النبوة، ومنها كذلك ما في الصحيح". وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ »5[5]. 3- السيادة على أرض فلسطين للمسلمينمن الثابت تاريخياً أيضاً أن اليهود لم يكن لهم وجود ولا ذكر في هذه المنطقة وقت الإسراء، فما لهم في دعواهم الملكية لهذه الأرض من سند ولا برهان وما كانوا صادقين، والمسلمون أسبق منهم في فتح هذه البلاد، ومن سَبق إلى شيء فهو أحق به هذه واحدة. وأختها لقد جمع الله تعالى الأنبياء في هذه الليلة وصلَّى بهم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ركعتين، بمن فيهم من أنبياء بني إسرائيل كموسى وعيسى وغيرهم عليهم السلام، ودلالة ذلك أن الريادة والسيادة والراية في هذه المنطقة يجب أن تكون للمسلمين، فهم أحق بها وأهلها، ودليل ذلك أن المسلمين عندما تُوُفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واجتمعوا في سقيفة بنى ساعدة للتشاور بينهم في اختيار خليفة لهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقدموا ذلك على الاشتغال بتجهيزه صلى الله عليه وآله وسلم ودفنه والصلاة عليه، وذلك لأهمية هذا الأمر وتأكده، فما سر وقوع اختيارهم على أبي بكر رضي الله عنه ليخلفهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! قالوا رضيه رسول الله لديننا أفلا نرضاه لدنيانا"، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمَّا ثقل المرض عليه في أُخريات حياته ما رضي أن يخلفه أحد في إمامة المسلمين في الصلاة إلاَّ أبا بكر، وعليه فالدرس من إمامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنبياء في هذه الليلة سيادة المسلمين على هذه المنطقة والكلمة العليا فيها ينبغي أن تكون لهم. ولا يتصوَّرن أحد أن اتفاق أوسلو أو مدريد سَيُعيد القدس! كلاَّ [إن ما أُخذ بالعقيدة لا يُستردُّ بغير العقيدة]، لقد تجمع اليهود من شتات الأرض من روسيا وإثيوبيا واليمن وبولندا وتشيكوسلوفاكيا سابقاً وغيرها من بلدان العالم في هذه الأرض عقيدة يقولون إنها أرض الميعاد! وهي كذلك أرض الميعاد عند المسلمين، عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس، قال: أرض المــَحْشَرْ والمــَنْشَرْ إيتوه فصلوا فيه فإن صلاةً فيه كألف صلاة في غيره، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أحمل إليه؟ قال: فتهدي له زيتاً يُسْرَجُ فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه. "في هذا الحديث إشارة مُهمَّة إلى أهمية التبرع والإنفاق في سبيل الله تعالى لهذه المناطق المقدسة وأهلها لتمكينهم من المحافظة على هذه الحرمات وتمكينها من أداء رسالتها. قلت: هذه العقيدة التي يجب أن يحملها المسلمون في صدورهم وأرواحُهُم على أكفهم لاسترداد بيت الله الأقصى وردِّه إلى حرمات المسلمين والجهاد في سبيل الله هو السبيل لذلك، هذا هو السبيل الوحيد وإن طال المدى وإن غداً لناظره لقريب. قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد