12 سبتمبر 2025
تسجيلعندما كنا نتابع القنوات الاخبارية الأجنية مثل الـ CNN نستغرب من قوتها وكيف أن كبار السياسيين يتصببون عرقاً رهبة من مذيعيها؟!وفي أي أزمة تواجه المنطقة العربية نكاد لا نفارق المذياع لمعرفة آخر الأحداث من قناة الـ BBC العربية التي تبث لنا آخر الأخبار والتطورات بإدارة بريطانية، في حين كان الاعلام العربي (خذ وخل) حب خشوم والدنيا وردية وكل شيء تمام!! هكذا كانت الحياة قبل عام 96 الذي يعتبر الحد الفاصل بين الاعلام العربي الرسمي الفاشل والمعاصر حين حملت دولة قطرعلى عاتقها أخطر قرار في عيون الدول العربية حين سمحت ببزوغ نجم الجزيرة في نوفمبر عام 1996 لتنطلق شرارة ثورة الاعلام العربي الحديث، ولأنها ولدت محترفة اغتاظ منها الكثير ولكم ان تعلموا الحِمل الثقيل والمسؤولية التي أثقلت كاهل القائمين عليها مع الحكومات والأنظمة فبات للعرب محطة يهابها المسؤولون أكثر من الشعوب!! وخلال مسيرتها تعرضت للكثير من الآلام والتحديات والاتهامات والعمالة لدول أجنبية وغيرها حتى تلك الدول التي نُسبت اليها اتهمتها بنفس الاتهامات بل وقصفت مكاتبها..لماذا؟! لأن الجزيرة لا صاحب لها! وصاحبها الوحيد هو كلمة الحق وأصوات الشعوب المقهورة الذين يلجؤون الى (جزيرتهم العربية) وليس الى محطات أجنبية كما كان الحال. (نحن لا نقف مع الجميع بنفس المسافة فنحن أقرب الى المواطن البسيط ورجل الشارع) هذا ما صرح به أحد مسؤوليها. فمهما كان موقفنا منها سواء احبيناها ام كرهناها، مدحناها ام ذممناها، فهي صاحبة الفضل في تطوير المنظومة الاعلامية العربية التي نقلت مفهوم الاعلام الاخباري نقلة نوعية.. فكل الاعلام العربي يدين للجزيرة بهذا التحول النوعي وانها كانت سببا في خروج قنوات محترفة لمجاراتها مثل قناتي الحرة والعربية وغيرها وفتحت وكالات عالمية الخدمات الاخبارية المرئية لمقارعتها ومنافستها، ولكن الجزيرة لاتزال سيدة الموقف وكعبة المضيوم لإحداث التغيير فأصبحت ايقونة الحريات وتقارع دولاً وأنظمة وأداة رعب لمسؤولين وحكومات وماضية في اداء رسالتها دون خوف او رضوخ لأي كان.. ولم يستطع الغربال سد أشعة الشمس وبات لديها شبكة لا يستهان بها. ومن يعتقد بأن هناك اعلاما محايدا فهذا لم يوجد بعد فكل محطة لديها مرجعياتها سواء منظمات او أشخاص أو دول لديها وجهات نظر خاصة توجه محطاتها..وللجزيرة كما تلك لديها الحق ان يكون لديها منهج وتوجه.. فلماذا توجه الاتهامات اليها فقط؟!! فمهما كثراللغط والقيل والقال عن الجزيرة فستظل هي سيدة القنوات الاخبارية والرائدة في تطوير الاعلام العربي وصاحبة الفضل والرواد لا يُنسًون! وها هي تزداد كل يوم جمالاً بحرفيتها وثباتها وقوة شخصيتها، فهذه المحطة علمتنا مفهوم النضج الاعلامي.!!