27 أكتوبر 2025
تسجيلأستوحي هذا العنوان من المحاضرة الأكاديمية التي سينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة يومي السبت و الأحد القادمين في إطار سعي المركز لتحليل هذه العلاقات المركّبة والتعّرف إلى أوجهها المختلفة، آخذين في الحسبان التحولات التي طرأت عليها مع عودة روسيا للمنطقة بعد غيابٍ استمر نحو عقدين، ووفق التمهيد من القائمين على المحاضرة فإن عودة السوفييت إلى المنطقة تأتي بعد اتجاه الحقبة السوفيتية بشكل متزايد نحو سلوك نفعي براغماتي؛ فشكلت قضايا الطاقة والاقتصاد ومنع صعود تيارات الإسلام السياسي والحفاظ على مصالحها السابقة جوهر سياساتها الخارجية نحو المنطقة العربية.أعتقد أن عنوان المحاضرة يوحي بتوجه القائمين على المركز بلفت الأنظار إلى أهمية محاولات روسيا بتعظيم دورها التي تطلع به في الساحة الدولية، وسعيها في السنوات الأخيرة للعودة إلى المنطقة العربية من بوابة أزماتها الكبرى، ووفق بيان المركز فإن التركيز يتمحور حول مقاربات تقوم في جوهرها على رفض الثورات ومقاومة التغيير، وانعكاسات ذلك على مجمل قضايا المنطقة العربية وعملية التحوّل الديمقراطي فيها . وبما أن التحضير لهذا اللقاء يدور حول ثوابت العلاقة وتحولاتها الراهنة فإن العلاقات بين قطر وروسيا أيضا مرت في الآونة الأخيرة بمرحلة أدت إلى خلافات واسعة على ضوء تباين مواقف الطرفين من التطورات في العالم العربي، بالإضافة إلى شكوك الروس بأن قطر تريد التضييق على النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وادعائهم أن قطر أعلنت في أسواق أوروبا حرب أسعار مع شركة غاز بروم التي يعتمد الاقتصاد الروسي على عوائدها من صادرات الغاز، ومن العقد الماضي كانت موسكو تسعى جاهدة لتعميق علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي في وقت كانت العلاقات متوترة وغير مستقرة، كما أن العلاقة أيضا بين موسكو ودول منطقة الخليج شابها شيء من الفتور خلال حقبة زمنية معينة لأسباب سياسية صرفة، إلا أنها عادت من جديد إلى سيرتها الأولى، وها نحن نشهد عدة فعاليات من التعاون القائم بين روسيا ودول مجلس التعاون سواء في المجالات السياسية أو التجارية أو الاقتصادية أو السياحية أو الاستثمارية، وتلك فعاليات لاشك أنها سوف تؤدي إلى ظهور إيجابيات متعددة من شأنها أن تبلور الاتجاهات الصحيحة لمسارات التعاون بين الطرفين.محاضرة المركز العربي تعد الأولى من نوعها في الوطن العربي، حيث ستتناول إشكاليات العلاقات العربية - الروسية وقضاياها المختلفة بطريقة أكاديمية، فعلى من يرغب بمتابعة آراء المفكرين والخبراء فليجمع قواه ويحضر ويساهم بآرئه وفكره، إنها دعاية للمحاضرة وليس للمركز . وسلامتكم .