18 سبتمبر 2025

تسجيل

اللهجة العامية(2)

21 مايو 2013

تحدثنا في المقال الماضي عن اللهجة العامية ورأينا كيف أن بعض من يكتبون في أيامنا هذه يجدون فيها سهولة لا يجدونها في اللغة العربية الفصحى نتيجة لاعتيادهم التحدث بها في حياتهم اليومية لدرجة أن البعض صار يطلق عليها اللغة العامية وهي مالا تحمل قواعد أو مقومات أية لغة على الإطلاق .. وقد يكون ذلك بغرض الاستظراف أو محاولة ممجوجة لاستدرار الضحك .. إلى آخر ما سقناه من أسباب. ورأينا كيف أن اللهجة العامية يمكن أن تكون موردا ينهل منه الكُتًاب في المواقع التي ذكرناها .. وذهبنا إلى أكثر من ذلك في أن استخدام العامية يكون أحيانا أفضل لنقل لغة الشارع أو لنقل كلام عن قائله بالنص ونصحنا بأن يُكتب ذلك بين علامتي تنصيص . وكان الحل الذي نصحنا به في هذا الموضوع هو استخدام اللغة العربية السهلة التي تصل إلى الجميع بيسر وسهولة وهو ما سنتطرق إليه لاحقا في مقالنا هذا.. وأنه لابد أن يضع الكاتب في حسبانه أنه يوصل فكرة أو يعبر عن معنى .. وأن بلوغ الهدف المنشود من الكتابة سيكون عامل جذب في زمن يعزف فيه غالبية الناس – حتى المثقفون منهم – عن القراءة ويتابعون وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وأصبح من النادر اقتناء الكتب إلا بغرض وضعها في مكتبات غرف المعيشة على سبيل الوجاهة والتفاخر.. ولولا أن الصحف اليومية يسهل حملها بالإضافة إلى ما تحمله من جديد الأخبار بين دفتيها ما اقتناها أحد بدورها.. وحتى المجلات تعتمد على ما تقدمه للنساء من أحدث خطوط الموضة وأفضل طرق التخلص من الوزن الزائد وتفسير الأحلام وحل المشاكل العاطفية فضلا عن أخبار الفنانين وفضائح بعض الفنانات ما وجدت من يهتم بشراء نسخة واحدة منها حتى أصبحت في معظمها تتسم بالسطحية والضحالة إلا في القليل النادر وفى بعض الصفحات فقط.. ولا يقتصر الأمر على هذه المجلات فقط بل تعداها إلى معظم المجلات خاصة الشبابية منها حتى شاع مؤخرا بين شباب الصحفيين الجادين مقولة أن هذه المجلات – النسائية منها أو الشبابية – ما تصدر إلا لتوضع في صالونات الحلاقة والتجميل ليتصفحها الزبائن حتى يحين دورهم . وحتى كل هذا يستطيع الراغبون في متابعته تحقيق ذلك مجانا عن طريق الإنترنت أو الصحافة الاليكترونية أو الكتب الاليكترونية.. يعني باختصار يجب أن تعود الكلمة المكتوبة إلى سابق عهدها كعامل جذب في مواجهة كل ما ذكرناه في هذا المقال ونوجزه فى استخدام الفصحى البسيطة واللهجة العامية للضرورة وفى المواضع التى ذكرناها ..أو أن نستخدم ما أصبح يطلق المثقفون عليه اللغة الوسطى وذلك بإعتبارها الأنسب لوسائل الإعلام .. ويمكننا تعريف اللغة الوسطى بأنها مزيج من اللغة العربية السهلة واللهجات المحلية بالشروط التى ذكرناها آنفا فضلا عما دخل إلى العربية من مصطلحات أجنبية وقد يكون لذلك سببا وجيها آخر وهي أن اللغة العربية متجددة بطبيعتها ومع حركة الحياة ودخول المخترعات الحديثة بما تحمله من مصطلحات جديدة إلى حياتنا تزداد الحاجة إلى تلك اللغة العربية الوسطى والتي تحتوى على هذه الألفاظ مثل تلك التي رصدها الدكتور محمد داوود التنير فى كتاب بعنوان " ألفاظ عامية فصيحة " والذي جمع فيه حوالى ألف وأربعمائة كلمة عامية وطلب من مجمع اللغة العربية إقرارها والتصديق عليها ولعله وجد فيها مع غيره من العلماء ما يسهل وصول اللغة العربية سواء كانت مكتوبة أو مسموعة إلى المتلقى – القارئ - مع إدراكنا جميعا أن المهمة الأساسية لهذا المجمع العظيم هو المحافظة على سلامة الفصحى . وإلى لقاء آخر في مقال جديد بحول الله .