12 سبتمبر 2025
تسجيلاقامت المؤسسة القطرية لرعاية المسنين الجمعة الماضية، 17/5/2013 بالحى الثقافى كتارا حفلا لاعلان الفائزين بمسابقة احسان للبحث العلمى، التى تم تعميمها على جميع المراحل الثانوية بنين وبنات بالدولة وشارك فيها ما يقارب من عشرين مدرسة، وكنت عضوة بلجنة التحكيم فى هذه المسابقة وكانت تجربة رائدة لى لمشاركة الطالبات والطلاب هذه اللحظات الرائعة التى لا يشعر بها الا من يشارك الفئات العمرية الشبابية المراحل الفكرية والثقافية ومصاحبا معهم طاقاتهم المختلفة فى هذه المرحلة، خاصة ايمانهم القوى بانهم عامل اساسى وقوي وفعال فى المساهمة بالنهضة والرؤية التى تسير فيها دولة قطر واهتمامها القوى فى الفترة الحالية بالبحث العلمى وضخت من اجلها ميزانيات كبيرة، وقد كان لها ردة فعل قوية غير المعتاد عليها كاى مسابقة طرحت من قبل المؤسسة وذلك لعدة اسباب على المستوى الشخصى الاحتكاك المباشر مع الطالبات لحظات التحكيم بالمؤسسة وتقدم بعض المدارس باكثر من بحث ومحاولاتها للحصول على المراكز الاولى فى هذه المسابقة ولغة المنافسة بينها داخل ساحة لجنة التحكيم وحرص كل مدرسة وطالبة للفوز بالمسابقة وهناك من قام بالاعداد والاستعداد النفسى والفكرى قبلها بيوم كعرض لطرق ابحاثه والخوف والقلق الذى ملأ قلوبهم عند مساءلتهم عن بعض الاسئلة التى تتعلق بالبحث وكأنها لحظات مصيرية تشابه اعلان نتائج الثانوية العامة وخوفهم من عدم الاجابة على الاسئلة وفى نفس الوقت الجرأة الجميلة الممزوجة مع الشباب فى الدفاع عن بحوثهم وانهم قدموا عملا وسوف ينال النجاح والفوز من خلال الجدال والنقاش معهم حول الجوانب النظرية والعملية التى تم من خلالها تطبيق خطوات البحث العلمى، اضافة الى العلاقة الراقية بين الجنود المجهولين من السادة المشرفين على البحث من المدارس والطلاب ومحاولاتهم لزرع كل القيم التربوية والبحثية من خلال هذه الانشطة الثقافية وزرع روح العمل والانجاز والابداع بداخلهم باعطائهم كافة الدعم النفسى بانهم قدموا عملا مثمرا له قيمة علمية لدى المؤسسة والمسؤولين بالدولة وان جميع النتائج والتوصيات التى توصلوا اليها سوف تؤخذ بعين الاعتبار عند وضع الاستراتيجيات والخطط التى سوف تخدم فئة كبار السن فى المرحلة القادمة، وسعادتهم المطلقة بانهم عوامل اساسية فى هذه الخطط المستقبلية، اضافة عند مساءلة بعضهم عن هل تغيرت نظرتك قبل وبعد البحث وهل ترغب فى تغيير النظرة السائدة لكبار السن، فكنت اسمع اجابات ممتعة من شباب فى عمر الزهور بان اصبحت لديهم اراء فكرية متميزة وانهم من بعد الاطلاع وزيارة كبار السن بمستشفى الرميلة والمؤسسة فنظرتهم تغيرت فى الوقت الحالى والمستقبل وسيكونون عوامل مساهمة فى المراحل القادمة وكل منهم على حسب تخصصه وتوجهه سيقدم مساهمة فعلية للرقى بهم وبتغيير النظرة السائدة لديهم سواء فى الاعلام او المجتمع اضافة الى عملية العصف الذهنى التى اكتسبوها من خلال عملية البحث والاعداد التى لعبت دورا كبيرا مابين الطلاب والمشرفين والعملية التربوية ومؤسسات المجتمع المدنى ومشاكل وقضايا المجتمع التربوية والاجتماعية والثقافية وكلهم يسيرون فى حلقة متصلة ولن تثمر ولا تتطور وتواكب حركة النهضة الاقتصادية والثقافية الا من خلال عاملين اساسيين ومهمين، العنصر الاساسى والرئيسى وهم الشباب الذين يمثلون الثروة البشرية والاساسية لنجاح اى دولة فى العالم اذا تم استثمارهم بالطريقة الصحيحة التى نرسمها لهم من امكانيات مادية عالية والعنصر الاخر وهو البحث العلمى ومدى اهميته العلمية والتربوية والتنموية فى النهوض باى مؤسسة او وزارة ومجتمع الا من خلال البحوث الميدانية التى تطبق ويؤخذ بنتائجها وتوصياتها بالدرجة اذا رغبنا بالفعل ان نصل الى اعلى مرتبة من الوعى والحداثة الفكرية قبل الحداثة الشكلية ويكون حالنا حال اى مجتمع اوروبى متقدم ولو بحثنا عن اهم وسائل واسباب التقدم والابتكارات التى وصلت اليها هذه المجتمعات حتى تصل الى هذا التقدم فى كل المجالات، فستجد البحث العلمى وايمانهم القوى باهميته ولذا تجد الميزانيات الضخمة التى تضعها هذه الدول من اجل البحث العلمى واحترامهم وتقديرهم واستقطابهم لكافة العقول البشرية والعباقرة على اعلى مستوى وباعطائهم اعلى الامتيازات الادارية والمالية وتوفير البيئة العلمية الخصبة والحقيقية للباحث وذلك لانهم شعوب ادركت من اين تبدأ وستصل فى اطار خطة زمنية مدروسة، فهناك باحثون على مستوى يقومون باعدادهم وهناك جهات تنفيذية تستلم التوصيات والنتائج وبناء عليها تضع استراتيجتها ومنها الخطة المدروسة التى ستقوم عليها جميع المؤسسات ومن خلالها متابعة النتائج على ارض الواقع ومراقبة اماكن الخلل ومصادرها الفعلية وتجنبها السنوات القادمة، اما الدول العربية فانها تقيم مئات البحوث ويا ترى بعد الخروج بالنتائج والتوصيات كم جهة من الجهات ستأخذها بعين الاعتبار فى خططها المستقبلية كدرجة من درجات التطوير والتغيير الذى نأمل جميعا ان ينهل علينا كعاملين يقدمون خدمات مجتمعية وكمؤسسات مجتمع مدنى تقدم خدمات فعلية ووزارات الدولة التى تسعى الى الافضل وتحسين مستوى خدماتها سواء للعاملين او للجمهور والفئات المستهدفة، لذا نأمل مزيدا من الابحاث العلمية والوعى العلمى والفكرى باهميتها وزرعها فى نفوس الشباب فى المرحلة القادمة ولهم دور فعال فى تحقيق رؤية قطر 2030 من خلال العلم والبحوث العلمية.