11 سبتمبر 2025
تسجيلقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وأمرهم شورى بينهم) سورة الشورى، هذا مبدأ سليم شرّعه المولى عزّ وجلّ لعباده حتى يتمكنوا من تسيير أمور حياتهم على هذه البسيطة، وقد أخذ بالمشورة سيد الخلق في بعض جوانب الحياة التي عاصرها بعض الأفراد فجعل من رأيهم مكاناً لبناء الدولة الإسلامية وعلى هذا الأساس سارت الدول والقيادات على هذا المبدأ فكان لها ما أرادت من تطوّر في بناء مجتمعاتها وتطوير نفسها، ومن هذه الرؤية بدأت القيادة الحكيمة على هذا البلد تخط الخطى لكي تبني وطنها وتنمّي من قدرات أفرادها فأوجدت مجلس الشورى الذي يساعد الحكومة ببعض آرائه التي ترى فيها الدولة الرؤية المشتركة الصحيحة لبناء الدولة وتطوّر المجتمع، الذي تسعى الحكومة إلى أن تبرزه وتفتخر به أمام الآخرين وتستغل كلّ طاقاته وثرواته لبناء الفرد والمجتمع والمساعدة في تصحيح مسيرات مجتمعات أخرى فكان لها ما أرادت وها هي اليوم قد أعلنت منذ فترة وعلى لسان قائدها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أنها ستسير على منهج الشورى للارتقاء بالوطن والمواطن إلى الأفضل حيث قرّر أن تكون هناك انتخابات شفافة لأعضاء مجلس الشورى، الذي يُنظر إليه على أنه اليد المساندة للحكومة للمساهمة وبكل إيجابية في تطوير الوطن ورخاء المواطن، وهذا يتطلّب أن يكون القادم لهذا المكان ممن يجدون في أنفسهم الرشد والرأي السديد، فيجب على مَن يجد في نفسه هذه الصفات أن يعمل جاهداً وبكل صدق ومصداقية للمساعدة في تحقيق هذا الهدف الذي اختطته القيادة الرشيدة لهذا الوطن وأن يكون عنصر بناء لا هدم ولا مهاترات أو ملاسنات بين بعضهم البعض كما نرى في بعض المجالس التي لا نتمنّى أن نراها عندنا وأن تكون لكلٍّ وجهة نظره دون تجريح بالآخرين، وأن رأيه هو والا فهذا مبدأ مرفوض يجب أن يدركه القادم لشغل هذا المكان الذي يجب أن يعرف كل فرد سيتبوأ هذا الشرف أنه للمساهمة الإيجابية لبناء الوطن بالرأي المطلوب لا بالكلمة الجارحة الخارجة عن الذوق والعرف، حيث يقول الإمام علي رضي الله عنه: مَن أُعجب برأيه ضلّ، ومَن استغنى بعقله زلّ. وهذا ما يجب أن ندركه ونعمل على تحاشيه حيث يقول الشاعر بشار بن بُرد: ولا تحسب الشورى عليك غضاضة فــإن الــخـوافـي قــوة للـقوادم لذا، فالنعمل من أجل أن يكون الرأي للأفضل وأن تكون الأيام القادمة هي أسعد وليست أتعس. ويقول المثل العربي: المشاورة حصن من الندامة وأمن من الملامة. فالرأيان خير من الرأي الواحد وهذا المراد منه الوصول للأفضل في تطوّر مجتمعنا ووطننا الذي نبتغي له كلّ خير، ولا يجب أن تحدث مهاترات فيما بينهم بحجة الديمقراطية السفسطائية التي يطول فيها الجدل ويقل العمل، وهذا ما لا نبتغيه وعندها نقول امسك مجنونك ليجيلك أجن منه، ويقول ابن المقفع: جميع ما يحتاجه الوالي رأيان: رأي يقوي سلطانه ورأي يزينه في الناس.