15 سبتمبر 2025
تسجيلمابرحت ردود الفعل تتوالى حول الدعوة إلى تحول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد يضم الدول الأعضاء طبقا لما جاء في وثيقة التأسيس عام81 والتي مؤداها في نهاية المطاف أن الهدف الأسمى هو الوحدة، ولما كان يتعذر قيام هذه الوحدة بين جميع دول المجلس في الوقت الراهن فلتكن البداية الوحدوية أو الاتحادية بين المملكتين السعودية والبحرينية. ردود الفعل كانت بين مؤيد ومتحفظ ومعارض. (2) المؤيدون كان انطلاقهم أن في الوحدة \ الاتحاد قوة تشد أزر الصديق وترد كيد العدو، وبما أن دول مجلس التعاون تتعرض لتهديدات من محيطها العجمي إلى جانب الندرة السكانية وكثافة العمالة الأجنبية التي ستكون في لحظة من لحظات التاريخ عنصرا مخيفا لأمن المنطقة برمتها فإن الوحدة هي الضامن الأساسي لأمن المنطقة وسلامة سيادتها واستقرارها. المتحفظون لا يرفضون الوحدة أو الاتحاد لكنهم يشترطون توافر الظروف الموضوعية لقيام مثل هذا النظام ففي البحرين هناك حراك شعبي مصر على نيل حقوقه السياسية الكاملة ولن يقبل بأي وحدة مع أي طرف قبل تحقيق مطالبه المشروعة، ومن هنا ندعو القيادة السياسية في البحرين إلى حل هذه الإشكالية بالاستجابة لمطالب الشعب بكل طوائفه قبل الدخول في إطار الوحدة مع المملكة السعودية أو دول الخليج الأخرى، إن على القيادة البحرينية ألا تسارع في إحراج المملكة العربية السعودية بالإصرار على الوحدة ثم تفشل بعد إعلان قيام تلك الوحدة أو الاتحاد في فترة زمنية قصيرة. الحل لمعضلة مملكة البحرين اليوم ليس الهروب إلى الاستقواء بالوحدة مع المملكة السعودية وإنما على عقلاء البحرين من مثقفين ورجال أعمال ومشايخ دين وقيادات سياسية وحزبية أن يجدوا مخرجا يضمن للكل حقوقه تحت شعار الوطن البحريني للكل والولاء للوطن لا للطائفية وأن المظاهرات التي خرجت في البحرين تعارض وترفض الاتحاد مع المملكة السعودية والمظاهرات التي خرجت هناك أيضاً لتأييد الاتحاد ودعما لتوجهات النظام السياسي في المنامة لا تقود البلاد إلى الاستقرار ونيل الحقوق السياسية. إن إخواننا من الشيعة في البحرين لهم حقوق بحكم مواطنتهم كغيرهم من المواطنين ولا يجب تجاهل تلك الحقوق من قبل النظام السياسي، في المقابل يجب أن يدرك هؤلاء الإخوة من الشيعة أن الاستقواء بأي قوة أجنبية أعني إيران على النظام السياسي في البحرين من أجل تحقيق مطالبهم أمر غير مقبول ولن يحقق لهم أهدافهم السامية. الوحدة الوطنية هي الأجدى والأمثل لتحقيق المطالب المشروعة بعيدا عن التحزب الطائفي. (3) في الجانب الآخر من المسألة في الأعوام الأخيرة أخذ النظام السياسي في البحرين بمغازلة إسرائيل تارة بتصريحات من وزير الخارجية وأخرى من قيادات سياسية عالية المستوى وكان آخرها تصريحات السفير البحريني في بروكسل السيد أحمد محمد الدرسي عندما هاجم إيران في المؤتمر المركزي الأول للبرلمان اليهودي الأوروبي وطالب المجتمع الدولي وإسرائيل بالوقوف إلى جانب البحرين في ما يتعرض له من إشكالات سياسية وتهديدات أجنبية في سيادته. السفيرة البحرينية في واشنطن هدى النونو(يهودية بحرانية) جلست على المنصة الرئيسية للمؤتمر البرلماني اليهودي وقالت نقلا عن الصحافة الإسرائيلية: "أشعر بأن مكاني هنا في البرلمان اليهودي...... إلخ " إن هذه التصريحات من مسؤولين بحرانيين تسيء إلى المملكة السعودية التي ترغب البحرين في الاتحاد معها، والسعودية حتى هذه الساعة لا نعرف أن لها أي علاقة مع إسرائيل أو محاولة التطبيع معها من قريب أو من بعيد. المعارضون لديهم قناعة بأنهم في حالة انضمامهم إلى أي شكل من أشكال الوحدة مع المملكة فإنهم سيفقدون ما حققوه من الإنجازات السياسية والحرية ولو في حدودها الدنيا، كالبرلمانات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني ودستور مكتوب عليه موافقة الأغلبية من المواطنين، ولكي تعمل المملكة على طمأنة شركائها المطلوب الاتحاد معهم وإجراء بعض الإصلاحات الجوهرية على مؤسسات الدولة في كل الصعد وتسييد مبدأ المواطنة والولاء للوطن على مبدأ تسييد القبلية والبيوتات والمذهبية. في المنطقة الشرقية من المملكة حراك ترتفع وتيرته أحيانا وتهدأ أحيانا أخرى ذلك الحراك له أسبابه ودوافعه فلابد لكي يستقيم الأمر هناك من حوار جاد وفعال بين الإدارة السياسية في المملكة وقيادات ذلك الحراك سواء قيادات مذهبية أو ذات مطالب مواطنين مشروعة وتأسيس توافق وطني في شأنها. هذا الإجراء يبعث بطمأنة فعالة إلى إخواننا في البحرين المتخوفين من الاتحاد مع المملكة. نريد أن نذكر إخواننا في البحرين بأن مطامع إيران في الاستيلاء على دولتهم تتجدد، جاء ذلك في بيان التسعين نائبا فارسيا وكذلك ما ذكرته صحيفة كيهان القريبة من مرشد الجمهورية السيد خامنئي في الأسبوع الماضي بأن البحرين جزء من إيران يجب استعادتها وأن شعب البحرين يعتبرون أنفسهم إيرانيين يرغبون في العودة ببلادهم إلى إيران. آخر القول: شيعة البحرين عرب وولاؤهم للعروبة والوطن البحريني وقد عبروا عن ذلك مع إخوانهم أهل السنة يوم الاستفتاء عام 1970على عروبة بلادهم واستقلالها ورفضهم للتبعية الإيرانية.