18 سبتمبر 2025
تسجيلتتبعت ما قاله معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن هناك محاولات إساءة لدور قطر في الوساطة لبحث وقف دائم لإطلاق النار في غزة، من قبل سياسيين يريدون خدمة مصالحهم في مؤتمر صحفي عقده مع سعادة السيد هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية الشقيقة على أن دولة قطر انخرطت في عملية المفاوضات من منطلق إنساني ووطني لحماية الأشقاء الفلسطينيين وتحاول جاهدة مع الشركاء للتوصل إلى أكثر الحلول ضمانا للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة. أعلم بأن الوقت لا يحتمل مهاترات سياسية أو شدا وجذبا في الموضوع الذي يمثل حتى الآن خنجرا مغروسا في خاصرة إنسانية العالم وهو الحرب في غزة وبالأحرى هو العدوان الإسرائيلي الآثم والدموي على أطفال وسكان القطاع المحاصر منذ عام 2007 والذي حصد أرواح عشرات الآلاف بينما يقارب عدد الجرحى من 80 ألف مصاب وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية في غزة، ولا يزال الآلاف تحت الأنقاض شهداء وقد تحللت أجساد معظمهم واختلطت بتراب الردم الثقيل ومن هؤلاء عشرات الآلاف من الأطفال والرُضّع والأجنة في الأرحام ممن يقف العالم الذي يقول عن نفسه إنه عالم متحضر وإنساني موقف المتبلد الذي تتقدم مصالحه على مصلحة هؤلاء ولكنه يظل وسما عالميا يلاحق كل دولة تتغنى وتشيد بإنسانيتها ويتقدم على غيره من المواضيع التي تتقازم أمامه، لهذا نحن في قطر نعي جيدا أن عظم هذه الأحداث التي شقت أكثر القلوب قسوة وحجارة من شدة دمويتها التي كان أبطالها هؤلاء الأطفال والرُضع أكبر من أن ندخل في دائرة يجيدها الفارغون وربما التافهون أيضا الذين يقولون ما لا يفعلون ولا يفعلون سوى القول الفارغ من أي شيء سوى السطحية والخواء الذي يمكن به وصف مواقفهم من الأحداث في غزة، فعلى سبيل المثال لا الحصر فدولة قطر تلعب دورا رياديا ومؤثرا في التوصل لما يمكنه الحد من مأساة غزة وإن لم تنجح حتى الآن في وقف دائم لاستمرار العدوان على أهلها رغم الهدن القصيرة التي مضت وكان لقطر الدور الفاعل بها ولكنها على الأقل مارست ولا تزال تمارس دورها كدولة عربية مسلمة ترى أن سكان القطاع يشاركونها الهوية والدين والجغرافيا والمصير وتسعى كل لحظة لنشر البشارة ليس لنا كشعوب عربية وإسلامية فقط بل للعالم بأسره بأن الغمة قد أُزيحت عن صدر الغزاويين التي جثمت على قلوبهم شهورا طويلة ولهذا فإن موقف من يسيئون للدوحة اليوم يجب أن يكون موقف الأحمق الذي لا يمكن أن ينسب لنفسه شرف المحاولة ونجاحها وإنه ظل طوال كل هذه المدة يراقب بعين دنيئة ما يمكن أن يحصل ليخرج حينها من جحره الضيق ويتكلم بما لا يمكن أن يمثله في الحقيقة والواقع والتاريخ موجود ليكتب ويذكر ويُسقط من ذاكرته القوية من تخاذل ولبس ثوب النفاق أو اعتلى منصة إطلاق التهم والإساءات جزافا دون دليل أو مصداقية، أما قطر التي يستفزكم نجاحها ووزنها الذي بات يُقاس بنجاح وساطاتها فدعوها تمضي لما تنجح به لاحقا بإذن الله وإن تأخر هذا النجاح فإن قطر حتما لا تدعيه إنما تمضي لغيره ولا تبالي ببغبغة المسيئين لها والذين يقيسون خطوتهم بما يمكن أن يتوافق مع مصالحهم وليس ما يمليه عليه دورهم وإنسانيتهم من رؤية شعب يُباد على بكرة أبيه، ومع هذا تتعالى المصالح لتتصالح مع سيره وإلى أي محطة يقف وصدقوني حينها سيذكر العالم كما يذكر دائما بأن قطر تسامت يوم حاولت دول الارتفاع ثم هوت بإذن الله عاجلا غير آجل.