14 سبتمبر 2025

تسجيل

هَلَّ هِلال... وغاب هلالُك يا رمضان

21 أبريل 2023

اليوم رُفعت أعمالنا، بخيرها وشرها، واليوم نبدأ صباحنا بكوبٍ من القهوة كما كنا نعملُ من قبل. لم تسعني الكلماتُ لأكتب عنك، لم يكفني الوقتُ لأُرحبَ بك، فسرعان ما اقبلت، وسرعانُ ما قد مررت. نسألك أثرًا طيبًا وروحًا مطمئنةً وفؤادًا راضيًا، نسألك نفسًا تستيقينُ عِظم فضلك ولطفك، وكرم رحمتك ونوالِك. يا رمضان، ها قد مضت لياليكَ خلال عامنا هذا، ولا ندري إن كان قد كُتبَ لنا لقاء آخر، أم أنه قد انقضى عهدنا معك. ولا ندري ما قدمناه من عمل، أصالحٌ أم طالحٌ، أخبيثٌ أم طيب، أمُتقبل عندك أم كالهباء المنثور. ولكنني حتمًا خرجت منك بنظرةٍ ما، وها أنا قد أتممت أيامك متيقنة أن القائم في رمضان يستطيع أن يقيم كل لياليه النمطية كما اجتهد فيك وأكثر، وأن الصيام والنوافل لا تتعارض مع حيواتنا العملية، بل يُزكيها ويمدها صبرًا وتوفيقًا، وأن حاجتنا للفقراء وحاجتهم لنا لا تُقترن برمضان وحسب، وأن عمل الخير لا يرتبط به وكفى. وأن كل مُبرراتنا هي حُجج بشرية لا محل لها. خرجتُ وقد استيقنت نفسي بأن الليلة التي اختلطت بجهدِ الطاعة تمضي ويبقى منها الأجر والصبر، وأن اليوم الذي امتزج فضول وقته بمعصية مضى أيضًا، ولكن بقيَ وزره. وأن صيامنا هو بمثابة التخلص من فضول الكلام، والنظر، والطعام، والشراب. وأخيرًا، إن التقلل من كل هذه الفضول هو أشدُ ما يُعيننا في حيواتنا وبعدها.