11 سبتمبر 2025

تسجيل

دراما الخيـال العلمـي !

21 أبريل 2021

ليس من عادتي تتبع المسلسلات الخليجية التي تعرض في شهر رمضان الفضيل والذي أقضيه عادة ما بين عبادة أحاول المضاعفة فيها اكتسابا لأجر يُضاعف أيضا في هذا الشهر الفضيل وعمل تزداد وتيرته أيضا في هذه الأيام باعتبار أنني أعمل في اتحاد رياضي يُختتم موسمه مع بداية عيد الفطر المبارك بإذن الله ناهيكم عن عدم شعوري بالحماس إزاء مشاهدة هذه المسلسلات التي باتت القضايا والأحداث التي تتناولها مستهلكة وغير مجدية في مجتمعاتنا الخليجية التي أصبحت بحاجة لمن يترجم واقعها بشيء أكثر واقعية مما نشاهده اليوم، وكما دأبت عليه تلك المسلسلات التي تتطاير أخبارها وقصصها على منصات التواصل الاجتماعي والتي تنقل ردود فعل المشاهدين بعد متابعة ما يمكن أن يكوّن حكما مبدئيا على جودة أو سوء العمل الدرامي الذي عادة لا يلمس من الواقع الخليجي شيئا من قضاياه التي تحفل بها وهي بحاجة لكاتب مجتهد يرسمها بكل مصداقية في مشاهده وليس كما نرى اليوم من مشاهد تدور أغلبها حول قصص زواج أو حب فاشلة وتطورات ( خيالية ) يكون من المستبعد جدا أن تحدث لدينا في الخليج بهذه الصورة التي يمكن القول عنها أنها تبالغ كثيرا في تقريب صور الزواج الفاشل الذي تحفل به كثير من البيوت الخليجية ولكن بالطبع ليس بالتسلسل الذي تصوره هذه المسلسلات التي تتمادى كثيرا في تصوير العائلة الخليجية على أن رب الأسرة شخص يتعاطى المخدرات ليل نهار ويضرب زوجته طوال اليوم ويطرد بناته من البيت ليجلبن له المال الكافي لشراء المخدرات وما إلى هذه المشاهد التي يعتبرها كثيرون بالمقززة والتي لا ترسم من واقع الأسر الخليجية شيئا وإن كانت تقترب قليلا منها، لكن طرح القضية بهذه الصورة المبالغ بها هو ما يجعل العمل متخيلا وبعيدا عن المصداقية التي يبحث عنها المشاهد عند متابعته لمثل هذه المسلسلات التي نود كأهل خليج واحد تتشابه ظروفه وبيئته وطبائع أهله وصفاتهم أن نجد ما يمثلنا دون زيادة في ( أفورة ) النص فيجعله من مسلسلات الخيال العلمي أو نقصان يجعل من النص هشا وهزيلا لا يستسيغ أحد مشاهدته ويدعو للملل والشواهد كثيرة منذ أن ارتبط موسم المسلسلات لدينا بشهر رمضان المبارك ومن تسابق المؤلفين والمخرجين والمنتجين والممثلين على اللحاق بالسباق الرمضاني للدراما الخليجية حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من دراما يغلب معظمها الفشل بعكس ما كانت عليه هذه المسلسلات سابقا والذي يتذكر أغلبنا أسماءها وأحداثها لأنها كانت تمثل أحداث المجتمعات الخليجية بصدق بعيدا عما نراه اليوم من مظاهر الغنى الفاحش أو الفقر المدقع أو مشاهد التعاطي بصورة لا يوافق عليها المختصون في متابعة مجريات المتعاطين في الواقع أو كما نرى في أحداث صورها أحد المسلسلات في شهر رمضان الماضي عن اتجاه إحدى فتيات أسرة مفككة لطريق الانحراف الأخلاقي لضمان توفير الأكل والشرب والملبس والإيجار لعائلتها وأن الأبواب كلها قد سُدت في وجهها ولم يبق سوى هذا الطريق الرخيص أخلاقيا والمنعدم دينيا لتوفير كل هذه الضروريات بعد أن تخلى عنهم والدهم المتعاطي وتم رميه في السجن وتفككت العائلة شيئا فشيئا بعد أن عجزت الأم على احتواء عائلتها وتخلى عنها أقرباؤها وإلى آخره من أحداث هذه الأفلام التي يمكن تصنيفها على أنها أفلام الخيال العلمي والذي يمكن أن ينبذه صُنّاعه أيضا من شدة المبالغة فيه، ولذا ليس بغريب أن يبتعد كثير من المشاهدين في الخليج عن متابعة المسلسلات الخليجية باعتبار أن القيمة الفنية وحبكة الأحداث أمر مفقود تماما في سيناريوهاتها الهزيلة، ومن تراه في هذا المسلسل تراه في الآخر ناهيكم عن حرب الظهور في التتر للمسلسل وتقديم اسم على آخر، وكلها أمور ساعدت على ضعف النص في الخليج والمضمون الذي لا يمكن أن يعبر عن مجتمعاتنا وجعلت الجميع يتجه للمسلسلات المصرية والشامية التي تبدو أكثر إثارة من مثيلتها خليجيا وأقرب للواقع العربي وليس البيئة التي خرجت منها، بينما نبقى نحن في دائرة مملة من قصص الطلاق الدائم والخيانة والتعاطي والحب الذي لا يكون الزواج مصيره أبدا !. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777