27 أكتوبر 2025

تسجيل

إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء

21 أبريل 2016

المرض نصيب والعلاج قرار، الزواج نصيب والطلاق قرار، وجود أشخاص بحياتك نصيب والاحتفاظ بهم قرار، كلام كبير لا يفهمه إلا العقلاء، وهي خلاصة عقلانية أجاد بها بعض المتعمقين عبر مراكز التواصل الاجتماعي؛ ليوصلونا إلى قناعة مطلقة لنا جميعا بأن من لا يملك النصيب فإنه حتما يملك القرار. من العبر السائدة التي يجب أن يفهمها العقلاء أن عيوب الجسم يسترها مترَا قماشٍ، ولكن عيوب الفكر يكشفها أول نقاش، وكما يقولون إن الأمراض ليست فَي الأجساد فقط، بل فيِ الأخلاق، لذلك من الحكمة أنك إذا رأيت سيٌئ الخلق فَادعُ لهُ بِالشفآء واحمد الله الذي عافاك مما ابتلاه. نعلم أننا مخلوقون من نطفة، وأصلنا من طينة، وأرقى ثيابنا من دوْدة، وْأشهى طعامنا من نحلة ومرقدنا تحت الأرض حفرة، ولا نعلم أن مشاكلنا بقطع العلاقات وشحن النفوس هو في نقل الكلام، فإن أجمـل سرقـة هـي سرقـة القلـوب بطـيب الأخـلاق. من الحكم الراقية أيضا قولهم إن الفراشة رغم جمالها: حشرة!. والصبار رغم قسوته: زهرة!. فلا تحكم على الناس من أشكالهم، بل احكم عليهم بما تحتويه قلوبهم، كن مَنْ تـكون، فَاليوم تمشي وغداً مدفونْ. نعرج إلى حكم أخرى جديرة بالتسجيل، وهي اهتمامنا الشديد بمسمّياتنا في الدنيا /بروفيسور، دكتور، مهندس، معلم ...، لكن ماذا أعددنا لمسمياتنا بالآخرة .. الصائمون، القائمون، القانتون المتصدقون الذاكرون، فعلا سؤال يستحق التأمل .. أكثروا من التفكير في قوله تعالى: //ياليتني قدمتُ لِحيَاتي// لتَعلموا أن الحياة الحقيقية ليسَت الآن. من الآثار العظيمة التي تتبعناها من رسل رب العالمين عبر الأزمنة الغابرة أنه لما كان موسى يسري ليلاً متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً لم يدر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين، عندما طرح إبراهيم ولده الوحيد واستلّ سكينه ليذبحه، وإسماعيل يردد: افعل ما تؤمر، فكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة من 500 عام تجهيزاً لهذه اللحظة. لما دعا نوح ربه: //أني مغلوب فانتصر// لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة، جاع موسى وصراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به /آسية، المراضع، الحرس .../ كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولابنها. أطبقت الظلمات على يونس واشتدت الهموم، فلما اعتذر ونادى://لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين// قال الله تعالى: فاستجبنا له ونجيناه من الغم، مستلق عليه الصلاه والسلام في فراشه حزيناً ماتت زوجته وعمه، واشتدت عليه الهموم، فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه يرفعه للسماء، فيسليه بالأنبياء ويخفف عنه بالملائكة .. لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن، ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع، بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم.نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس. وسلامتكم