17 سبتمبر 2025
تسجيلإن حالة التطور المستمرة للحياة بمختلف جوانبها جعلتها حياة عصرية متسارعة في التغيير، وهذه التغيرات قد تثير حالة من القلق لدى الأفراد المتمثلة بالخوف والتوتر لما يخفيه المستقبل لهم. فاستمرارية التغير هذه تؤدي إلى الزيادة في القلق تجاه المستقبل، لذا يجب التخطيط لمواجهة التحديات المقبلة وما تخفيه الأيام من مفاجآت، ووضع الأهداف والخطط التي يمكن تحقيقها حتى تجعل الحياة ذات معنى ومفعمة بالتفاؤل والاتزان، بعيدة عن الخوف والتوتر والقلق والتشاؤم والتي قد تؤدي إلى حالات من الاكتئاب واليأس. فالأفكار الخاطئة تولد قلق المستقبل للشخص، إذ تجعله يحرف الواقع برؤية غير حقيقية وكذلك المواقف والأحداث برؤية غير صحيحة، مما تدفع به إلى حالات من الخوف والتوتر قد تفقده السيطرة على مشاعره وأفكاره، وهذا بدوره يساعد على عدم الأمن والاستقرار النفسي للشخص، ولكن نلاحظ في بعض المواقف الإيجابية وإن كانت بسيطة لكن تأثيرها كبير على الشخص، قد تعيد إليه الفرح والتفاؤل والسعادة في الحياة، والعكس عند تذكر بعض المواقف المؤلمة له أو لصديق أو لقريب فقد تزيد القلق لديه وتزيد من النظرة التشاؤمية لحاضره ومستقبله والشعور بالخوف من الموت والخوف من مواجهة المواقف المستقبلية بالشكل الإيجابي والصحيح، وتدفع به إلى الانطواء والعزلة واتباع أساليب الحيل الدفاعية اللاشعورية غير السوية. لقلق المستقبل تأثير سلبي على سلوك وشخصية الفرد، وهذا بدوره يؤثر وبشكل سلبي على حياته وتطلعاته للمستقبل لتجعل منه شخصاً يعيش ليومه بأجواء من الخوف والحزن والقلق والتشاؤم لما سيأتي به المستقبل وما يخبئه المجهول. يحيا حياة تفتقر لحالات التغيير والتطور للأحسن، بل حياته تسودها الروتينية في كل شيء لا يقبل فيها التجديد خوفاً من المفاجأة التي تمثل له مواقف صعبة، وكونه لا يملك الحلول ولا الإمكانات الكافية للتعامل مع هذه التحديات حتى وإن كانت بسيطة، وإن حدث مثل هذا الشيء تراه يلجأ لوسائل دفاعية ذاتية (الكبت، الإزاحة وغيرها) كوسائل للتقليل من شأن هذه الحالات السلبية. فلماذا إذن الخوف من المستقبل ما دمت في معية الله وفي حماية ملك الملوك، ألم تقرأ قول الله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون" يونس 12، أما الذي هو بعيد عن طريق الله تعالى فيشعر كأنه مثل اليتيم في هذا الكون ليس له صلة بمالك الملك ومدبر الأمر، فمن ينصره من بعد الله؟. همسة إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور.