13 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمـن.. قضيـة مـؤجلـة للتـداول!

21 مارس 2022

أخيرا بدأ النور يشق ظلام اليأس الذي كان قد بدأ ينشر سواده في قلوبنا من استمرار الأزمة اليمنية على نفس حظها السيئ وخطها المتعثر المستمر منذ عام 2011، حيث بدأت الفوضى تظهر على شكل اعتقد اليمنيون أنها يمكن أن تكون ثورة للتخلص من نظام صالح المغدور به على يد العصابة الحوثية، التي كانت سببا جوهريا في هذه الأزمة جراء احتلالها للعاصمة الرئيسية لليمن وهي صنعاء، وتمكنها من السيطرة على كل أركان العاصمة ومنها القصر الرئاسي، وفرض حكمها على البلاد والعباد وأحكامها المتطرفة في المدارس والمساجد والمراكز الدينية التوعوية، ونقضها كل العهود والمواثيق التي خرجت بها مباحثات ستوكهولم التي عقدت برعاية الأمم المتحدة، والتي فشلت لاحقا بالخروج بأي نتيجة أمام تعنت الحوثيين في تخفيف إجراءاتها القاسية على صنعاء وأهل صنعاء، نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية وشح الغذاء والدواء، وانتشار الأوبئة والأمراض في أكبر كارثة إنسانية وصفتها وكالات الإغاثة الدولية في العصر الحديث. واليوم يشق شعاع بسيط جدار هذه الأزمة ليجدد في دواخلنا الأمل بأن هناك انفراجا ولو ضئيلا في الأزمة اليمنية، وهذا ما عبر عنه وزير خارجية المملكة العربية السعودية الذي أعلن بنود المبادرة التي من شأنها فك الحصار عن اليمن، وإعادة افتتاح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الداخلية والإقليمية والدولية وإنعاش التبادل التجاري لهذا البلد الذي يعاني منذ أكثر من عقد من الزمان من عزلة دولية جعلته خارج دائرة المحيطين الخليجي والعربي، وهو تصريح أفرح اليمنيين بالداخل المحتل ومن هم في الخارج الذين كتب الله عليهم أن يراقبوا أوضاع بلادهم التي ما عادت بلدا واحدا، وإنما يعبث الانفصاليون بجنوبها ويسيطرون على العاصمة التجارية وهي عدن ومنافذها البحرية الهامة وموانئها ومضائقها البحرية الاستراتيجية، بينما يحاول الحوثيون احتلال محافظات كبرى تابعة لشمال البلاد فيقتلون من أبناء تعز والضالع وذمار وبعض المدن ما يمكن أن يقال بأن الحوثيين لا يمكن أن يكونوا من النسيج اليمني المعروف بقبليته وشيوخه ومحافظاته ومدنه ومذهبه طالما رضوا على أنفسهم أن يقتلوا يمنيين ويحولوا شوارع هذا البلد لحروب أهلية وعصابات تدور رحى معاركهم في هذه الشوارع التي بارك الله هذا البلد في الآية الكريمة (بلدة طيبة ورب غفور). نعم حان الوقت لوقف نزيف دماء اليمنيين وتشغيل المطار المتوقف منذ سنين عن الحركة والمساهمة في إنعاش هذا البلد الذي استنزفته الحروب والمصائب والكوارث الإنسانية، وبات بوابة جنوبية للجزيرة العربية آيلة للسقوط حينا وقنبلة موقوتة حينا آخر، وأنا هنا أدعو السعودية الذي يعد التحالف الذي تقوده طرفا في هذه الأزمة أن تسعى لإنهاء الحرب أولا وليس إيقافها فقط والتوصل لنقاط تفاهم في الوسط بينها وبين الجانب الآخر الذي يمثله جانب الحوثيين، الذين للأسف يركبون موجة عالية من التعنت والمفارقات العجيبة في شروط وقف إطلاق النار متجاهلين ما يمر به الشعب اليمني ومن يموت منه فقرا وجوعا وقهرا وحاجة ومرضا، ومؤمنة بالموقف السعودي الذي سوف يسعى بإذن الله إلى تحكيم العقل لوقف هذه الحرب الطاحنة بالصورة التي يرغب بها اليمنيون، ويسعى لها المجتمع الدولي الذي لم يضع ثقله كاملا للأسف لإنهاء هذه الأزمة بالصورة المطلوبة كعادته حينما يتعلق الأمر بقضية من قضايا العرب المتكدسة على أرفف هذا المجتمع الذي حينما اهتزت الطاولات فيه وارتعدت الكراسي وزبدت الأفواه واحمرت الوجوه كان كل ذلك مع أول رصاصة روسية باتجاه أوكرانيا لكم، ومع قضية اليمن ومثيلاتها في سوريا وليبيا ولبنان والعراق وفلسطين فإن الأمر يبدو عاديا، ويجب أن يؤخذ بعين اللامبالاة والتأجيل والتسويف مع قليل من الاستنكار الذي لا ملح فيه ولا سكر!. [email protected] @ebtesam777