18 ديسمبر 2025
تسجيللدي تساؤلات وبعض الملاحظات حول مفهوم الهوية، لا أملك أجوبة بقدر ما أحمل من أسئلة في هذا الخصوص. ولست بصدد الإشارة هنا إلى أدبيات الهوية وأشكالها المتنوعة، فقد استحوذت هذه الفكرة عَلى أذهاننا بحيث أصبحنا كائنات هوية وليس كائنات لها هوية. الآن، الهوية الإنسانية هي بالضرورة موجودة "بالقوة" وتتنزل على الواقع "كفعل" حسب ظروف هذا الواقع ومستجداته. في اعتقادي، إن هناك بعض المعايير التي يمكن من خلالها التمييز بين الهوية الإنسانية والهوية" المحلية " مع أنني لا أرى تقابلاً بين الهوية الإنسانية والهوية المحلية، حيث يمكن أن تكون الهوية محلية وإنسانية في نفس الوقت، إلا إذا كنا نقصد بالهوية المحلية، الهوية الضيقة، أو هوية المرجعيات الأولى كالطائفة والعائلة والقبيلة. أولاً: في اعتقادي لا يمكن طرح موضوع الهوية دون طرح موضوع الحرية، إذ أن الهوية دون حرية سجن مختار، بل إن الحرية تأتي قبل الهوية لكونها "ماهية" وجواب لسؤال ما أنت؟ فتأتي الإجابة: إنسان، بينما الهوية إجابة لسؤال من أنت؟ فماهية الفرد أو الشخص مبعث حريته، فطالما الإنسان يولد أولاً ثم يكتسب هويته، فإن حريته تأتي قبل هويته، فالأصالة هنا للماهية التي هي الحرية، بينما الاعتبار للهوية. ثانياً: مفهوم الضرورة والإمكان: علينا الوعي بأن الهوية هي جزء من الإمكان وليس كل الإمكان، الوعي بها كضرورة يجعل منها هوية مغلقة، بمعنى أنا قطري، وكان بالإمكان أن أكون من جنسية أخرى، أنا مسلم، وكان بالإمكان أن أكون من ديانة أخرى.. وهكذا. فالإمكان يفتح الهوية ويجعلها قابلة للتعايش مع الآخر، وأيضاً نرى هنا أن الأصالة والأولوية للإمكان. يتبع [email protected]